أعدت وزارة الاتصال دفترتحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية للفترة 2012-2014. وجاء في تقديم الدفتر أنه يتسم بالتطلع إلى إعلام عمومي مهني ومسؤول وتنافسي، قائم على معايير الجودة والتعددية وتكافؤ الفرص والاستقلالية التحريرية والمبادرة المبدعة، وملتزم بأخلاقيات المهنة كما هو متعارف عليها عالميا. وترتكز هذه الانتظارات والتطلعات على الإرادة السياسية الجماعية لتنزيل ديموقراطي وتشاركي للدستور، بما يؤسس لمفهوم الخدمة العمومية في الاعلام السمعي البصري ويحدد مبادئها وأهدافها ومعاييرها، ويضع قواعد الانخراط الفعال للإعلام العمومي في النهوض بمقومات الهوية الوطنية المغربية ومكوناتها، والمساهمة في تعميق ثقافة الحقوق والحريات وترسيخ ممارستها وفق ما نص عليه الدستور، ويدمج مؤسسات الاعلام العمومي في منظومة الحكامة الجيدة ومبادئها القائمة على ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتكريس الشفافية، وسيادة القانون، وتثمين الموارد البشرية الوطنية، وترشيد استثمار الموارد المالية. ويؤطر دفتر التحملات، نشاط الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التي تقدم خدمات تلفزية وإذاعية، عامة ومتخصصة، بهدف النهوض بتنوع وتكامل العرض العمومي، وتأهيل الاعلام العمومي لمواكبة استحقاقات تحرير المشهد السمعي البصري الوطني، ووضع شروط كسب تحديات التنافسية والإشعاع الثقافي والسياسي والحضاري. وتتولى الشركة مهمة تنفيذ سياسة الدولة في ميدان التلفزة والإذاعة والبث التلفزي والإنتاج والإشهار. وتؤكد هذه الوثيقة على ترسيخ الثوابت الأساسية للمملكة المغربية كما هي محددة في الفصل الأول من الدستور، والمتمثلة في الدين الإسلامي السمح والوحدة الوطنية متعددة الروافد والملكية الدستورية والاختيار الديمقراطي، وتعزيز مقومات الهوية الوطنية الموحدة التي تنصهر فيها كل المكونات العربية-الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية الغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية والمتميزة بتبوئ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها مع التشبث بقيم الإنفتاح والإعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء، وفق ما يقر به الدستور، و تملّك وتبني و إعمال قواعد الحكامة الجيدة وثقافة ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتدعيم قيم الديمقراطية والمواطنة والحرية المسؤولة والكرامة والتضامن والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمشاركة والحداثة و السعي إلى تحقيق المناصفة والنهوض بمنظومة حقوق الإنسان ومناهضة كل أشكال التمييز، وفق الدستور والالتزامات الدولية للمغرب، وتشجيع التربية والتعليم والتحفيز على الإبداع والتميز الثقافي والفني والتكنولوجي والرياضي، للاستجابة لحاجيات المواطن المغربي في ميادين الإخبار والثقافة والتربية والترفيه، وحماية وتقوية اللغتين الوطنيتين الرسميتين العربية والأمازيغية واللسان الصحراوي الحساني ومختلف التعبيرات اللسانية والثقافية المغربية، والمساهمة في تفعيل ترسيم اللغة الأمازيغية في المجال السمعي البصري، في إطار يحفظ الوحدة والتكامل والانسجام ويضمن التنوع والتعدد ويصون السيادة ويتيح الانفتاح على اللغات والثقافات الأجنبية بما يعزز التواصل وتلاقح الحضارات، ودعم وتعزيز الجهوية والتنوع المجالي وسياسة القرب والتنمية الاقتصادية وحرية المبادرة والمقاولة والتنافس الحر والنزيه والتنمية البشرية المستدامة والحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية الوطنية. وتركز على ضرورة مراعاة سلامة اللغة العربية وتبسيطها، من حيث ضبط التركيب والمعجم والاشتقاق ومخارج الحروف وإملاء الخط ونطق الأسماء، واعتماد التدقيق اللغوي في كل ما يتم بثه بالعربية. وتستطيع الشركة لتحقيق هذه الغاية، التنسيق مع «معهد الدراسات والأبحاث بخصوص التعريب» لإحداث لجنة تدقيق لغوية بالشركة تعنى بتتبع سلامة اللغة العربية المستعملة. كما تشدد على مراعاة سلامة اللغة الأمازيغية، وفق «نحو ومعجم اللغة الأمازيغية المعيار»، من حيث ضبط التركيب والمعجم والاشتقاق ومخارج الحروف وإملاء الخط ونطق الأسماء، واعتماد حرف «التيفيناغ»، واعتماد التدقيق اللغوي في كل ما يتم بثه بالأمازيغية. وتبرم الشركة لهذه الغاية، تحت إشراف السلطة الحكومية المكلفة بالاتصال، اتفاقية مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تحدث بموجبها لجنة لغوية مشتركة تعنى بتتبع سلامة الاستعمال اللغوي في البرامج الأمازيغية. وفي هذا الإطار، هناك اتجاه إلى حذف أو تقليص فترات البث باللغات الأجنبية. كما تقوم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بفتح إذاعات جهوية جديدة، حسب ما هو محدد في العقد البرنامج والترددات الهرتزية المتوفرة. تحدث الإذاعات الجهوية السالفة الذكر بتحويل المحطات الحالية، حسب الجدول الزمني المحدد في العقد البرنامج، حسب الترددات الهرتزية المتوفرة، كما يحدد العقد البرنامج الإمكانيات المادية والبشرية والتقنية التي تضعها الشركة تحت تصرفها لتحقيق المهام المنوطة بها طبقا للمقتضيات الخاصة بها في هذا الدفتر. وتبث الشركة خطب جلالة الملك وتقوم بتغطية الأنشطة الملكية. كماتبثّ الشركة يوميا آذان الصلوات الخمس كما تبث صلاة الجمعة وصلوات الأعياد في مختلف خدماتها التلفزية والإذاعية. كما تغطي الشركة، عبر القناتين «الأولى» و»تمازيغت»والإذاعتين «الوطنية» و»الأمازيغية» مستجدات العمل البرلماني، بما في ذلك أنشطة المعارضة والأحزاب والنقابات، وتقوم ببث البلاغات والرسائل والندوات والخطابات التي يمكن للحكومة إدراجها ضمن البرامج في أي وقت. كما تعتمد الشركة على برمجة تعكس تنوع مقومات الهوية المغربية وتجلياتها الثقافية واللغوية والفكرية والمجالية والاجتماعية وتساهم، عبر مختلف برامجها، في إبرازها وإغنائها. تبث الشركة برامجها باللغتين العربية والأمازيغية وباللسان الحساني والتعبيرات الشفوية المجالية المغربية المتنوعة، مع الاستعمال السليم والمبسط للغة العربية والأمازيغية في البرامج الموجهة للأطفال والجمهور الناشيء والنشرات الإخبارية والبرامج الوثائقية، وفي الترجمة المكتوبة المرافقة للأعمال المبثوثة. تستعمل حصريا اللغة العربية و اللغة الأمازيغية في دبلجة الأعمال الأجنبية...