- كيف تقيّم تأثير التساقطات المطرية خلال هذه السنة على المنتوج الفلاحي، وبالتالي على مردودية القرض الفلاحي؟ بالنظر إلى النجاح الذي يعرفه تطبيق المخطط الأخضر، والذي شجع على تنويع المنتوج الفلاحي والتركيز على التجميع كآلية لتثمين القطاع الفلاحي وإعطاء أهمية كبرى لزراعة الأشجار المثمرة. كل هذه الآليات جعلت المساحة التي كانت مخصصة للحبوب، والتي ترتبط بشكل وثيق بالتساقطات المطرية، تتقلص على حساب ارتفاع الأراضي الزراعية التي خصصت للأشجار المثمرة.إذ رغم أن منتوج هذه السنة ليس جيدا خصوصا فيما يتعلق بالحبوب، لكن التأثير ليس كبيرا على الزراعات الأخرى كالفواكه والبواكر والحوامض، وهو ما يجعل آلية التنويع في المزروعات يصب في صالح المغرب، حيث يمكن القول إن تأثير التقلبات الجوية وقلة التساقطات المطرية على مردودية عمل مجموعة القرض الفلاحي تبقى ضئيلة، لأن المخطط الأخضر يساعد الفلاحة المغربية على الانسلاخ من تبعية المنتوج الفلاحي للتساقطات المطرية. كما أن آلية التجميع تساعد الفلاحين الصغار على حل إشكالية الولوج إلى التمويل عبر تسبيقات يقدمها المجمِع أو عن طريق الأبناك على أساس الضمانات التي توفرها عقدة التجميع. كما أن القرض الفلاحي أطلق مؤخرا عرضا تمويليا بقيمة مليار درهم لمصاحبة الفلاحين المتضررين من تقلبات أحوال الطقس، سواء الزبناء الحاليين أو المحتملين من خلال منتوجات تتلاءم وحاجيات هذه المرحلة. - وما هو تقييمك للاتفاقيات التي أبرمتها مجموعة القرض الفلاحي خلال الدورات السابقة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس؟ كانت المكاسب جيدة، ومكنت مجموعة القرض الفلاحي من الاقتراب أكثر من الفلاح ومن العالم القروي. فمثلا فيما يخص اتفاقية الإطار التي تهم ترشيد استهلاك الطاقة واعتماد الطاقات المتجددة في القطاع الفلاحي والصناعات الغدائية وكذا المساهمة في التنمية المستدامة بالعالم القروي من خلال الولوج إلى استعمال الطاقات المتجددة في مجال الإنارة والماء الصالح للشرب والسقي، وكذا اتفاقية تهم مواكبة تفعيل مخطط تحقيق برنامج استعمال الطاقات المتجددة من خلال إنجاز افتحاص ودراسات طاقية ونشر دليل حول الفعالية الطاقية وأنظمة إنتاج الطاقات المتجددة في الاستغلالات الفلاحية، قمنا بدراسة حول النجاعة الطاقية في القطاع الفلاحي بالمغرب، وخلصت الدراسة إلى أن اعتماد الفلاح على الطاقات المتجددة يمكنه من ربح حوالي 20 في المائة من المداخيل الإضافية كمكسب اقتصادي. ويمكن لهذه النسبة أن ترتفع في بعض الأنواع الفلاحية إلى 30 في المائة. - وماذا عن تمويل الفلاح الصغير؟ يجب التذكير هنا بأن القرض الفلاحي قام منذ 5 سنوات تقريبا بدراسة خلصت إلى أن المغرب يتوفر على 1.5 مليون وحدة زراعية، 15 في المائة منها فقط يمكنها الاستفادة من القروض البنكية، حسب معايير بنك المغرب، بينما الباقي لا يمكنه أخذ قرض بنكي. كما أننا اكتشفنا بأن 40 في المائة من هذه الوحدات صغيرة للغاية ولا تزيد عن الهكتار، حيث يكتفي هؤلاء الفلاحون الصغار بالعمل على الفلاحة والصناعة التقليدية ومساندة بعض أفراد العائلة الذين يشتغلون بالمدينة أو بالخارج، وبالتالي كشفت الدراسة أن هذه الفئة يمكن لها الاستفادة من القروض الصغرى، وهناك مؤسسة «أرضي» تابعة لمجموعة القرض الفلاحي تختص بهذه الفئة، وكانت هذه المؤسسة تتوفر على 30 فرعا وعلى 18 ألف مستفيد فقط، لكن منذ 2007 إلى 2010 تمت مضاعفة هذا العدد إلى 200 فرع وحوالي 100 ألف مستفيد أغلبهم يتحدرون من العالم القروي، حيث توفر مؤسسة «أرضي» أدنى نسبة فائدة موجودة بسوق القروض، ثم هناك مؤسسة «تمويل الفلاح»، التي تتوجه إلى الفلاح الذي يتوفر على هكتارين إلى ثلاثة هكتارات، لكن مدخوله قليل جدا ولا يتوفر على ضمانات من أجل منحه قروضا بنكية، حيث أنشئت مؤسسة «تمويل الفلاح»، التي تروم دعم المخطط الأخضر من أجل منح هؤلاء تمويلا يوفر لهم الفرصة لتنمية وتطوير قدراتهم الفلاحية. الكاتب العام لمجموعة القرض الفلاحي جمال الدين الجمالي