غادر رشيد نيني، الرئيس المؤسس لجريدة «المساء»، فجر يوم السبت، أسوار سجن عكاشة في الدارالبيضاء، بعدما أنهى سنة كاملة من الاعتقال التعسفي بسبب كتاباته الفاضحة للفساد والمفسدين. وحرصت إدارة السجن على إخراج نيني في حدود الساعة الثالثة والنصف صباحا من باب غير مخصص لخروج السجناء، بعد أن تجمهر عدد كبير من قرائه وزملائه وأصدقائه، الذين قضوا ليلتهم في العراء تحت الأمطار أمام بوابة السجن. وفوجئ نيني، في حدود الساعة الثالثة صباحا، بموظف من إدارة السجن يوقظه، قبل أن يخبره قائلا: «أنت ما باغيش تْمشي عند أولادك»؟!.. وأكد رشيد نيني أنه يتمنى أن يكون آخر صحافي في المغرب يعتقل بسبب كتابته وأن يكون آخر صحافي يتابَع بالقانون الجنائي. وأوضح نيني، في كلمة له في مسقط رأسه -بنسليمان أثناء الاحتفال بخروجه من السجن أول أمس السبت، أن محاكمته كانت ظالمة، معبّرا عن شكره وامتنانه لكل من دافع عنه ونظم وقفات احتجاجية لمساندته، من محامين وحقوقيين وإعلاميين وسياسيين ومواطنين. كما خص رشيد نيني حركة 20 فبراير ب«شكر خاص» عقب رفع الفبرايريّين صوره خلال المسيرات التي جابت كبريات شوارع المغرب لشهور. وقال نيني في كلمته: «لا يمكن أن نتنازل عن الحق في التعبير.. إن حقنا في التعبير بكل حرية هو الشرط الأساس والأكثر ملحاحية، أما باقي الحقوق فيمكن أن نناقشها في ما بعد»، كما ألقى الفنان الساخر أحمد السنوسي، المعروف ب«بزير»، كلمة في هذا الحفل قال فيها إن نيني غادر السجن لكن حرية التعبير مازالت معتقلة. وعلمت «المساء» أن مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، اتصل برشيد نيني هاتفيا صباح أول أمس السبت وهنّأه على مغادرته السجن، كما اتصل به هاتفيا أيضا مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي بارك لنيني مغادرته أسوار السجن، كما اتصل الزعيم الوطني بنسعيد أيت إيدر برشيد نيني وهنأه بالإفراج عنه، فيما لم تدرج القنوات التلفزيونية أي خبر عن حادث الإفراج عن نيني.