بعد 22 سنة من الغياب تعود مجموعة إزنزارن بألبوم جديد يحمل اسم «أكال»، أي التراب، ويتضمن الألبوم خمس قطع تتنوع مواضيعها من الحديث عن التراب ودلالته على الفناء والأصالة، إلى التغني بالمستقبل في مقطوعة «تيفاوت» وأغنية «تينمل» أو المدرسة، ومقطوعة «أسكمي» أو الناشئة ، ثم أغنية «إنماترن» التي تعني المؤتمنون. الألبوم الجديد يعود ليكشف للأجيال الجديدة عن البصمة الفنية التي ظلت تسم الإنتاج الفني لهذه المجموعة، التي تميزت بإيقاعاتها الفنية الفريدة، بحيث استغرق إعداد هذا الألبوم سنوات من التدقيق والتمحيص إلى أن نال رضى مبدعيه. العارفون بأسرار هذه المجموعة يؤكدون أن الألبوم الجديد يعتبر تحفة فنية تنضاف إلى التحف الفنية التي أبدعتها المجموعة طيلة مسارها الذي يمتد لأزيد من أربعين سنة فالمجموعة معروفة بقلة إنتاجها ونوعيته. القطعة الغنائية الأولى التي يحمل الألبوم عنوانها تتحدث عن قصة توسل إلى التراب، حيث فضل المتوسل الصمت على الكلام لكون هذا الأخير قد ينزله إلى ظلمات ذلك التراب، كما تحكي القطعة قصة توسل إلى الموت أن يأخذ منه ما تركت الدنيا على قلته لأنه لم يبق منه إلا شرفه الذي يفتخر به. أما القطعة الثانية فتتحدث عن المدرسة بحيث تدعو كلمات القطعة إلى ضرورة دخول المدرسة من أجل التعرف على ما كتبه الأولون، وتورد القصيدة صورة معبرة لشاعرين عن العلوم القادمة من الشرق والتي قد لا تجدي نفعا عندما قال إن السحب القادمة من الشرق قد تسقط مطرا لكنها ربما لن تنبت زهرا. فيما أشارت القطعة الثالثة، التي تحمل عنوان «التنشئة» أو «أسكمي»، إلى ضرورة أن يتقاسم أصحاب الطريق الوحيدة المعارف بينهم، كما حذرت القصيدة من تأثير الزيف الذي نعيشه اليوم على الأجيال القادمة. أما قصيدة «المؤتمنون» فتقول إن من يتصدرون قمة المجتمع والذين يقسمون بأنهم يريدون لنا الأمان هم من أصبحوا اليوم يشكلون خطرا علينا. كما تضمن الألبوم العديد من المعاني التي لا يمكن القول بأن الترجمة تعتبر بحق خيانة لها ولا يمكن الخوض فيها والاستمتاع بالصور الشعرية الواردة فيها إلا باللغة الأمازيغية التي أثبتت هذه القصائد غناها وثراء تعبيراتها.