اختارت مجموعة إيمازالن، وهي مجموعة فتية من سوس تغني فن تازنزارت، أن تسهم في التعبير عن ما يختلج في ضمير الشعب المغربي من مشاعر التضامن مع غزة وأهلها، (اختارت) أن تغني قصيدة ءافرا ءيغازا أي السلام لغزة . والأغنية ألفتها ولحنتها المجموعة وأدتها لأول مرة بتاريخ 6 يناير 2009. والقصيدة، (شارك في وضع كلماتها كل من خالد العثماني، رشيد بسام، ابراهيم المرابط، ولحسن الداوودي)، تقدم رسالتها التضامنية مع غزة من خلال ثلاثة محاور أساسية: واقع غزة أثناء الحرب، الواجب القيام به، صيحة للجميع للاستيقاظ من النوم والالتحاق بالركب. وفيما يلي نص قصيدة ءافرا ءيغازا مع ترجمة لكلماتها بالعربية كما قدمها خالد العثماني لـ>التجديد<: تامازيرت ن غازا ءاغ ءيمون واطان: اجتمعت كل أحزاننا بغزة. كوتن كيم ءيموكاس، ءيكوتن كيم ءيناغان: كثر فيك يا غزة الجرحى وكثر فيك الموتى. ءيمدودي واكال ءيلوزا كيس ءوفكّان: تزلزلت فيك الأرض وتشتت فيها الاشلاء. ضييض نم ءيكا ءازل س ءوقراين لي فلام ءيلان:ليلك أصبح نهارا بسبب القنابل التي ترمى عليك. تياكّاسن كيم وازان، ءيناتسن ءارالانت:جرحت فيك الطفولة، وناحت الأمهات. سمديناغ ءيتوزالت زوورن ءارالان: وضعونا أمام آلة القتل والدمار ثم سبقونا إلى البكاء والعويل. هذا هو وضع غزة فما الذي يجب عمله؟ تامازيرت ن سوس توزند يا واوال: بلدة سوس أرسلت خطابا تقول فيه. ءيماسن ءايافكّان ءاراديرار ءاكال:السلاح وحده هو الذي سيرجع الأرض. تامونت ءايركّازن سرجاتاك ءيسان: الوحدة أيها الرجال، سرجوا الخيل. فالوحدة هي الأرضية التي يمكن أن ننطلق منها، الوحدة بين الفلسطينيين، الوحدة بين الحكومات العربية والإسلامية، الوحدة بين كل التوجهات والإيديولوجيات فيما يحقق المصلحة العليا لأمتنا ويرجع لنا بعضا من الكرامة. ءاناوس ءومغناس نكشم ديس ءاشبار: نعين المقاومين ونقف معهم في صف واحد. وهنا تختتم القصيدة بصيحة تملأ الدنيا: ءوراك كيس لعيب ءيغ نكّا تغوييت: ليس عيبا أن نصيح بأعلى صوتنا. ءاد ءينكر يان ءيطاسن ءاغ ديلكمن س ءوباراز: ليستيقظ كل من نام وغفل عن القضية ليلتحق بنا إلى ساحة النضال. مجموعة إيمازالن.. بطاقة تعريف تأسست مجموعة إيمازالن في شهر يناير 2005 بالدشيرة عمالة إنزكان أيت ملول من قبل مجموعة من الشباب، آمنوا بفن تازنزارت واقتنعوا بالمبادئ التي يدافع عنها، وعشقوا إيقاعاته الموسيقية. إيمازالن جمع كلمة إمازال، ويطلق في قرى سوس على الذي يتولى الإشراف على نوبة الماء، وهو عموما -عند الأمازيغ- كل وسيط خير وكل من يسعى لخدمة المجتمع ولقضاء مصالح الناس. وقد اختارت المجموعة اسم إيمازالن لأن أعضاءها أرادوا أن يكونوا وسطاء بين الفن الملتزم وعموم الناس، خصوصا الجيل الحالي من خلال نمط تزنزارت. تتكون المجموعة من خمسة أعضاء على المنصة وهم: رشيد بسام، محمد العدلي، رشيد العباسي، ابراهيم وارحيم، خالد أجومي، إضافة إلى المسؤول التنظيمي والمنسق العام. وقد ابتدأت مشوارها بترديد أغاني مجموعة إزنزارن التي استطاعت أداءها ببراعة، مما فتح الأبواب أمامها للمشاركة في العديد من الملتقيات والمهرجانات منها: المهرجان الثالث للمهاجر الذي نظمه المجلس الجماعي لبلدية امي نتانوت في10/8/2006 مع الفنان القدير عبد الهادي اكوت. فن تازنزارت مدرسة غنائية أمازيغية ملتزمة فن تازنزارت مدرسة غنائية أمازيغية أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى مجموعة إزنزارن، وإن كان هذا النوع من الفن تأسس قبل ظهور إزنزارن كمجموعة أوائل السبعينيات. ويصعب تحديد بدايات استعمال هذا المصطلح في الأغنية الأمازيغية. ازنزارن كلمة أمازيغية تعني الأشعة، ويحمل هذا الاسم مجموعة من المعاني تحيل إلى النور والأمل والتجديد، ومنها أشعة الشمس التي تبعث الحياة في الكائنات المختلفة وتؤذن بانبلاج صبح جديد كل يوم. ويتميز فن تزنزارت عن الأنواع الغنائية الأخرى على مستوى الإيقاع والكلمات، فهو يعتبر أن مهمة الشعر والغناء ليست الترفيه والتسلية، ولكنهما يحملان رسالة نبيلة مضمونها التعبير عن القضايا الجوهرية وعن معاناة الإنسان بكل أجناسه وأعراقه ودياناته وليس الإنسان الأمازيغي فحسب، مما يفرض على ممارس هذا الفن أن يكون في تلاحم صادق مع ما يعانيه الإنسان ويكابده من آلام وهموم. من هنا برزت سمتان رئيسيتان لهذا الفن وهما: ـ الاهتمام بجودة الإنتاج وليس بغزارته ـ الابتعاد عن الغناء العاطفي المبتذل. وهذا هو الذي أعطى لهذا الفن عموما ولمجموعة ازنزارن خصوصا القوة على الصمود على مدى ما يقرب من أربعة عقود رغم العوائق والتحديات.