الرباط المهدي السجاري منعت قوات الأمن، عشية أول أمس الإثنين، تنظيم تجمع للمطالعة أمام البرلمان دعت إليه التنسيقية الوطنية لإلغاء مهرجان موازين بمناسبة اليوم العالمي للكتاب تحت شعار «الثقافة في مواجهة السخافة». وجاء تدخل قوات الأمن في حدود الساعة الخامسة، وتم خلاله تفريق العشرات من المواطنين الذين كانوا متوجهين إلى مبنى البرلمان من أجل «ساعة للقراءة»، كما تمت مصادرة العديد من الكتب. واشتد التدخل الأمني عندما بدأت مسيرة للأطر العليا المعطلة في اتجاه مكان تنظيم النشاط أمام مبنى البرلمان للمشاركة في فعاليات «ساعة للقراءة». ولم تسلم الصحافة من مضايقات السلطات، حيث تم منع طاقم قناة «سكاي نيوز العربية» من التصوير، وتم تهديده ب«تكسير آلة التصوير» رغم إدلائه برخصة التصوير. وأكد يونس ايت ياسين، مراسل قناة «سكاي نيوز العربية» بالمغرب، أن «القناة توصلت ببيان من منظمي النشاط وجئنا لتغطيته وعندما بدأنا في الإعداد لبدء التصوير جاءت السلطات فقدمنا لها رخصة التصوير التي تمتد لمدة شهر، غير أنهم قاموا بمصادرة هذه الرخصة والتي نطالب باستعادتها على اعتبار أنها الوثيقة التي ترخص لطاقم قناة سكاي نيوز العربية بالتصوير». وأوضح ايت ياسين أنه «أمام هذا القرار الشفوي الذي رفضناه، تقدم أحد المسؤولين نحو الطاقم وهددنا بتكسير آلة التصوير مما دفعنا إلى التراجع». وفي رده على قرار منع نشاط «ساعة للقراءة» اعتبر عصام الرجواني، عضو تنسيقية الحملة الوطنية لإلغاء مهرجان موازين، أن «منع القراءة في العاصمة الرباط تزامنا مع احتفال عدد من الدول العربية باليوم العالمي للكتاب أمر مرفوض، ونحن في التنسيقية جئنا لتنظيم هذا الشكل الرمزي احتفالا بالكتب والثقافة ضدا على منطق السخافة ومنطق موازين الذي يجسد بالنسبة إلينا عنوانا عريضا للفساد المالي بالمغرب وكذلك الاستبداد الثقافي». وأكد الرجواني أن «موازين هو تبذير للمال العام بشكل مفضوح، وقتل لأشكال معينة من الثقافة، وهو مقبرة للتعددية الثقافية، وتنظيم ساعة للمطالعة هو شكل من الأشكال النضالية التي سطرتها الحركة، وبالنسبة إلينا فمهرجان موازين لا يشكل الثقافة وهو نوع من الاستبداد الثقافي، ونتساءل: أين هي الثقافة الأمازيغية والفنانون المغاربة والثقافة الشعبية المغربية، فقد نفهم أن الوقفة تم منعها من الناحية القانونية، لكن هل فعل القراءة فعل مدان». واستنكر بيان صادر عن تنسيقية الحملة الوطنية لإلغاء مهرجان موازنين، توصلت «المساء» بنسخة منه، ما وصفه ب»الاستهداف الخطير للحق في التظاهر السلمي، والتعنيف بكل أشكاله المادية والمعنوية من قبل قوات الأمن». وأكدت التنسيقية في البيان ذاته على «استمرارها في النضال السلمي والحضاري ضد مهرجان موازين الذي يعد عنوانا عريضا للفساد المالي والاستبداد الثقافي».