«ماذا تأكلون.. وكم من يوم وأنتم في هذا القسم؟»، سؤال وجهه شكيب بنموسى، وزير الداخلية الذي كان على رأس وفد تفقد بعض الأسر المتضررة جراء فيضانات بلدة «دريوش» بإقليمالناظور مساء أول أمس الثلاثاء. «كيعطيونا بيسكوي والعدس ومرة مرة أتاي سيدي الرايس»، يرد مواطن متفرسا في الواقف أمامه مع آخرين. يتدخل محمد إبراهيمي، والي الجهة الشرقية، ويلكز المواطن النحيف بيديه، ويقول بالحرف: «هادا راه وزير الداخلية ماشي الرايس، وهو مرسل من طرف جلالة الملك لتفقد أحوالكم». كان القسم الدراسي بثانوية عبد العزيز أمين ينضح برائحة عرق، ويضم قرابة 40 رجلا مصحوبين بأطفالهم، يفترشون فراشا عبارة عن قطعة اسفنجية من حجم صغير ويتوسدون أغراضا تبقت لهم من الفيضان. ووجد وزير الداخلية، الذي كان مرفوقا بالجنرال دكور دارمي حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي والجنرال دوبريغاد عبد الكريم اليعقوبي المفتش العام للوقاية المدنية، نفسه محرجا وهو يحاصر بأسئلة أطفال وأمهات كن يتواجدن بقسم مجاور بالمؤسسة التعليمية. وسرق الجنرال حسني بنسليمان الأضواء من وزير الداخلية شكيب بنموسى، وظهر في شبه كامل لياقته البدنية، مكذبا شكوكا حامت حول تدهور وضعه الصحي، وبدا في صحة جيدة خلال الزيارة التفقدية التي قامت بها أول بعثة رسمية لتفقد ضحايا فيضانات إقليمالناظور.