لا أدري ماذا أصابني وأنا أتابع برنامجا وثائقيا حول أهرامات الجيزة وفراعنتها حتى أنتفض بتلك الطريقة التي أضحكت من كان بجنبي، مطالبا كل علماء الآثار وكل الحفارين والنباشين في هذه الحضارة الفرعونية بأن يردموا كل تلك الحفر ويتركوا تلك المخلوقات العجيبة، بتماثيلها ومومياواتها، ويتوقفوا عن دراسة لهجاتها الصعبة وعقائدها المعقدة والجدل حول الأسرة الخامسة والأسرة الفرعونية العاشرة. وأن يأخذوا طائرة خاصة تنقلهم من أهرامات الجيزة إلى أهرامات أكدال الكروية لكي يتعرفوا على الأسرة الأخيرة للفراعنة.. عليهم أن يتركوا دراسة تلك الأجساد اليابسة المجففة ليدرسوا الفراعنة الأحياء الذين هم بيننا وعلى ظهورنا يرزقون... سيرون فراعنة جدد، وما هم بجدد، يلبسون طقما رياضيا يلعبون ولا تبتل قمصانهم حتى وإن فاحت منهم رائحة عرق الصفقات هنا وهناك.. تعالوا يا خبراء لتدرسوا كيف يخطط فراعنة رياضتنا، كيف يزرعون، وكيف يحصدون، كيف يحفرون قنوات الاستثمار الخاص –وكيف يحنطوننا، تعالوا لتفكوا رموز وألغاز سنوات ضياع أهراماتنا.. سترون الفرعون الأكبر الذي يرتعد لذكر اسمه بشر «اليابسة» وأسماك أعالي البحار، فرعون لا تعرف الابتسامة طريقها في جغرافية وجهه فلا يستطيع أي أحد حتى التفكير في مناقشته. لقد حنط الجميع ولم يستطع أي أحد لحد الآن تحنيطه.. وسترون أبا الهول... يا للهول صاحب سبع أهرامات المسؤول عن التأمين والتنمية والتنامي.. فهو رئيس هنا.. وهنا ونائب رئيس هناك ومكتب مديري هنالك ولجنة تقصي (بفتح التاء أو ضمها كما تشاؤون) وهيئات ولجينات ومشاريع وما جاورهما.. لقد تنازل أخيرا عن أهرام دنفري بعد أن تيقن أنه من الصعب جدا دخول الذهب للمغارة فبرح طلاقه للمؤقت مع اعتزال هرقل السكرتح ذلك البطل الذي على ظهره وظهور آخرين بُني الهرم طوبة طوبة. وسترون يا علماء، كل نماذج الأسرة الفرعونية من توت عنج آمون ورمسيس وسترون على الخصوص الكثير من المومياوات المحنطة التي كممت أفواهها طمعا في دهاليز الأهرامات ونعيم ورضا الفرعون الأكبر.. وعلى سبيل الدعابة والمزاح، وفي ظل رغبتنا الوطنية الصادقة في الوصول إلى رقم 10 ملايين سائح في أفق 2010 فإني أناشد وزارة الرياضة مع أختها وزارة الثقافة وابنة عمتها وزارة السياحة بأن ينظموا دعاية عالمية لا مثيل لها حتى نستطيع سرقة وتحويل كل سياح أهرامات الجيزة نحو أهرامات ابن سينا الأكدالية لأنه صراحة هناك الكثير (ما يتْشَاف). وعلى ذكر السرقة وما عهد في تاريخ الآثار من نصب ونهب للتحف الأثرية فإنني أذكر بأن أهراماتنا الكروية وعلى عكس الأهرامات الأخرى –وهذا أمر يحسب لمسؤولينا- محصنة ومؤمنة بما فيه الكفاية ضد كل تهديد فهي مبنية أمام دار المخزن.. مديرية درك لا تمزح –فلن يقترب أحد ولن يعتلي أي طامح أو حالم –أسوار أهرامات الكرة.. الهدف الذهبي: حرام عليك يا زمن والله حرام لمن أوكلت أمورنا؟!! وفي يد من وضعت مصائرنا؟!! قلتها وأقولها ومستعد لتكرارها في ية لحظة «مع هاذو والله ما غادي نطفروه» وهنا أسجل تَعَنُّتي الفكري ولن يستطيع أحد مهما حاول، أن يقنعني بغير ذلك: وفي هذه سأكون مثلهم: فرعون ديال بصح . * إطار وطني