أجمعت الأطر الطبية والتقنية المشاركة في اليوم الدراسي حول الإصابات المستعجلة وكيفية التعامل معها، المنظم من طرف الودادية الوطنية للمدربين المغاربة بتنسيق مع اللجنة الطبية لجامعة كرة القدم، على أهمية الجانب الطبي في المعادلة الرياضية، خاصة في الشق المتعلق بالإصابات ذات الطابع الاستعجالي، وناقش المدربون ومكونات الأطقم الطبية معيقات العمل مساء أول أمس الإثنين على امتداد ثلاث ساعات بأحد فنادق الدارالبيضاء. وبعد أن قدم كل من عبد الحق رزق الله رئيس ودادية المدربين المغاربة والدكتور عبد الحق السلاوي رئيس اللجنة الطبية لجامعة كرة القدم، أسباب النزول والغاية من اليوم الدراسي، شرع الحاضرون في مناقشة مختلف جوانب الإشكالية الطبية التي يعرفها المشهد الرياضي، وأكد الدكتور عبد الحق السلاوي وأحمد الصبيحي على أن العمل المقدم جاء نتيجة تضافر جهود مكونات اللجنة الطبية التي تراهن على الوقاية من إصابات الملاعب وتدبير الحوادث الناتجة عن مباريات الكرة. وقدم الدكتور السماحي عرضا حول المسألة الطبية داخل الفرق الرياضية، مشيرا إلى استمرار مجموعة من الفرق في التعاقد مع أطباء من اختصاصات عامة، رغم أن عدد الأطباء المختصين في الطب الرياضي يصل إلى 400 طبيب، وشدد على أهمية الملف الطبي والالتزام بالدفتر الذي أعدته الجامعة ووضعته رهن إشارة الفرق الوطنية، مع إلزامية الاختبارات الطبية التي تجرى قبيل انطلاقة الموسم الرياضي والتي يجب أن تستحضر مجموعة من الجوانب المرتبطة بأدق تفاصيل الحياة الصحية للاعبين، مشيرا إلى أن بعض الفحوصات الأساسية غير مكلفة ماديا. وأبرز الدكتور بوجمعة الزاهي في مداخلته الدور الهام الذي يلعبه طبيب الفريق على كرسي البدلاء، مشيرا إلى انخراطه في تنظيم الحصص التدريبية ومد المدرب بكل التفاصيل المتعلقة بالحالة الصحية للاعبين، مؤكدا على تداخل التقني والطبي في المعادلة الكروية من خلال التكوين الأكاديمي الشامل للطبيب الملم بكل التخصصات، وقدم بعض الأمثلة التي تقرب بين اللاعب والطبيب سيما إذا كان هذا الأخير عارفا بجزئيات الممارسة الكروية، كما تحدث عن الدور الذي يجب أن يلعبه الطبيب وهو على كرسي البدلاء، وختم عرضه بحالات إصابة متنوعة الخطورة وصولا إلى الموت المفاجئ للاعبين وبالأخص حالة يوسف بلخوجة. وركز العرض الذي قدمه الدكتور مامون فارودي على التدخلات ذات الطابع الاستعجالي في ملاعب الكرة، مؤكدا على أهمية وجود متدخل في عين المكان قادر على تقديم الإسعاف الأولي، وأشار إلى ضرورة إبرام اتفاقيات شراكة بين جامعة الكرة والوقاية المدنية وأيضا القطاع الخاص، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة إخضاع مكونات الطاقم الطبي والتقني للحصص في الإسعافات الأولية الضرورية، كما قدم في معرض مداخلته جردا ماليا للتكلفة الطبية السنوية بالنسبة لفرق الدرجة الأولى، والتي اعتبرت غير ذات قيمة مقارنة مع أرواح الممارسين، فتعويضات الطبيب سنويا لا تتجاوز 30 ألف درهم والمعالج 20 ألف درهم وعيادة المعالج الطبيعي 25 ألف درهم والأدوات الطبية 20 ألف درهم وواجبات إيجار سيارة الإسعاف في المباريات 20 ألف درهم والكشوفات الطبية للاعبين 20 ألف درهم. وفي ختام اليوم الدراسي تناولت الورشات جوانب تطبيقية للتدخلات الاستعجالية التي تعرفها ملاعب الكرة، خاصة ما يتعلق بالاختناق. للإشارة فإن اللقاء عرف مشاركة العديد من المهتمين بينما سجل غياب مدربي الوداد والرجاء، رغم أن مقر إقامة الملتقى لا يبعد عن مقر الناديين إلا ببضع دقائق.