انطلقت اليوم الجمعة بمدينة أكادير فعاليات "الأيام الطبية الرياضية الأولى للجنوب"، المنظمة في إطار الشراكة التي تربط بين الجمعية الجهوية للطب الرياضي لسوس ماسة درعة مع الجماعة الحضرية لأكادير وعصبة سوس لكرة القدم. وشكلت الجلسة الأولى لهذه التظاهرة، التي حضرها عدد من مسيري ومدربي ومؤطري الأندية إلى جانب بعض اللاعبين والمهتمين بالشأن الرياضي، فرصة لإبداء الرأي حول الممارسة الطبية داخل الأندية الوطنية، وذلك بعدما تتبعوا عرضين حول الموضوع، الأول حول "الفحص الطبي للاعبين قبل بداية الموسم الرياضي في كرة القدم الوطنية" للدكتور تاج الدين الجامعي، عضو اللجنة المركزية الطبية وطبيب المنتخب الوطني للشبان، والثاني حول "قنوات الاتصال بين اللجنة المركزية الطبية وأطباء الأندية الوطنية لكرة القدم" للدكتور عبد الحق السلاوي منسق اللجنة المركزية الطبية. وأكدت جل الآراء والملاحظات على أن واقع الممارسة الرياضية، خاصة في أقسام الهواة والفئات الصغرى، لا يمت بصلة إلى ما تتضمنه قوانين ولوائح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بخصوص هذا الموضوع، مبرزة أنه باستثناء بعض الفرق القليلة في أندية الصفوة فإن الجميع يتخبط في مشاكل لا حصر لها في تعامله مع الجانب الطبي في الفريق، الذي اعتبره البعض أبرز حلقة في مكونات النادي، إذ بدونه لا يمكن للمدرب أو المسير أن يشكل فريقا بعناصر قادرة على أداء مهمتها على أكمل وجه. وأبرز عدد من المتدخلين خلال النقاش، أن عدة أندية لا تتوفر على طبيب متعاقد معها، أو تتعامل معه بدون مقابل على أساس أنه يساعد الفريق ليس إلا، ناهيك على أن جل الفرق لا تحترم القرارات الصادرة عن الجامعة بخصوص الملف الطبي للاعبين حيث لا يخضع العديد منهم للتحليلات والكشوفات اللازمة للتأكد من عدم إصابتهم بأمراض تمنع ممارستهم للرياضة. كما أثارت بعض التدخلات غياب التنسيق وتبادل المعلومات بين اللجنة المركزية الطبية وأطباء الفرق، داعين إلى مزيد من الانفتاح على الأندية والتحسيس بأهمية الجانب الطبي في منظومة الممارسة الرياضية لتجنب وقوع أو مواجهة الحوادث، التي قد تكون في بعض الأحيان مميتة، على أرضية الملاعب. وتميز اليوم الافتتاحي لهذه التظاهرة، التي تتواصل إلى غاية يوم غد، بتكريم أحد الوجوه الرياضية المعروفة بجهة سوس ماسة درعة، ويتعلق الأمر بالسيد الحسين رديف الذي يرأس منذ 1991 عصبة سوس لكرة القدم، وعضو سابق بالمكتب الجامعي لكرة القدم والمجلس البلدي للمدينة، وذلك اعترافا لما حققه وأنجزه لفائدة الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص. وستتمحور أشغال هذه الأيام، التي تتم بالتنسيق مع اللجنة التقنية الطبية التابعة للجامعة الملكية لكرة القدم، حول أربعة مواضيع رئيسية هي "مركز الطب الرياضي: دراسة ميدانية وبعد مستقبلي" و"محاربة المنشطات بالوسط الرياضي: حقيقتها وقوانينها" و"العشب الاصطناعي: أي مستقبل" و"الطاقم الطبي للأندية الرياضية لكرة القدم: تكوينه، حقوقه وواجباته وعلاقته باللجنة التقنية الطبية التابعة للجامعة الملكية لكرة القدم". وتتخلل هذه العروض مداخلات حول التكفل الطبي بالرياضيين المصابين بميادين كرة القدم، والحقيبة الطبية للطاقم الطبي محتوياتها ومعداتها، وغيرها من المحاور التي لها علاقة بالموضوع.