سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«مجمع الفوسفاط» يضع خريطة لخصوبة الأراضي وتطوير منتوجات مبتكرة بنعبد الجليل: إستراتجيتنا تعتمد على تطوير أسمدة جديدة تتلاءم مع خصوصيات التربة في بعض الدول الإفريقية
أعلن المجمع الشريف للفوسفاط، على هامش أشغال الملتقى الإفريقي لمنتجي ووسطاء ومسوقي الأسمدة، الذي نظمت دورته الثالثة بأكادير نهاية الأسبوع الماضي، عن تطوير استراتيجية جديدة تتمحور حول الابتكار بغاية تطوير منتوجات تساهم في رفع خصوبة الأراضي وتطوير مردوديتها وإنتاجيتها الفلاحية. وفي هذا الصدد، أطلقت فرق مجمع الفوسفاط منتوجات جديدة للأسمدة، من بينها منتوج «تيراكتيف»، الذي يعتبر، حسب محمد بنعبد الجليل، المدير التنفيذي المكلف بالقطب التجاري للمجمع «حلا مندمجا للتخصيب، إذ يمكن، بفضل تركيبته التي تتكون بشكل أساسي من الصخرة التفاعلية للفوسفاط المغربي، من التزويد المستمر بالفوسفاط الذي يتم تحريره تدريجيا مع مرور الوقت. كما يلعب «تيراكتيف» دور المعدل من خلال جلب الكالسيوم والكبريت. وبذلك يستجيب لحاجة ترميم التربة، فضلا عن أنه يتمكن عبر عناصر مخصبة أساسية من ترميم واستصلاح الأراضي وزيادة مردوديتها. وبذلك ترتفع إيراداتها بشكل متوازٍ من حجم الإنتاج. وتمكنه القيمة الإضافية التي يحصل عليها من التزود بشكل أكبر بالأسمدة، الشيء الذي يترتب عنه زيادة في المردودية». وقال بنعبد الجليل أيضا إن «التربة الإفريقية ستتعرض إلى أضرار دائمة وغير قابلة للإصلاح. لذلك انخرط المجمع الشريف للفوسفاط منذ ثلاث سنوات في استراتيجية إرادية ومسؤولة لصالح تنمية الفلاحة الإفريقية»، تعتمد على تطوير أسمدة جديدة تتلاءم مع خصوصيات التربة في بعض الدول الافريقية، ولهذا الغرض، يعد مجمع الفوسفاط، لوضع خريطة لخصوبة التربة في المغرب، في أفق توسيعها لتشمل بلدانا أفريقية أخرى للمساهمة بصورة أفضل في نجاح الثورة الخضراء». وعلى صعيد متصل، كشف المدير التنفيذي المكلف بالقطب التجاري للمجمع أن «الفلاحة الإفريقية تعاني اليوم من هشاشة الأراضي الصالحة للزراعة، بسبب ضعف استعمال الأسمدة، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تفقير الأراضي واستنزاف تربتها»، مضيفا أن «إفريقيا تستحوذ فقط على حصة 3 في المائة من الاستهلاك العالمي للأسمدة، وهي نسبة متدنية مقارنة بالمعايير المعتمدة في هذا المجال أمام أهمية الأراضي المزروعة بالقارة، التي تمثل 13 في المائة من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة عبر العالم». ولتجاوز هذه الوضعية، أشار المتدخلون خلال أشغال اليوم الثاني لهذا المنتدى إلى أن موضوع تحسين الإنتاجية الزراعية، أضحى من الأمور التي تحظى بالأولوية في أوساط صناع القرار السياسي، بهدف بلورة استراتيجيات فعالة ومناسبة من أجل التصدي لضعف الإنتاجية والعمل على ضمان الأمن الغذائي. وفي هذا الصدد، أشارت إحصائيات المجمع الشريف للفوسفاط إلى عدم تجاوز معدل استهلاك القارة الإفريقية للأسمدة عتبة 8 كيلوغرامات للهكتار الواحد في السنة، مقابل 120 كيلوغراما للهكتار الواحد سنويا في بقية دول العالم. لذلك يظل استعمال الأسمدة، يضيف مسؤولو مجمع الفوسفاط، الحل الواقعي الوحيد على المديين المتوسط والطويل لتجاوز التبعات السلبية لضعف استخدام الأسمدة، التي ساهمت في انخفاض الإنتاج الزراعي في القارة بنسبة 3 في المائة سنويا خلال العقود الأخيرة، وتدهور الأراضي القابلة للزراعة، وزيادة تدمير الغابات. وحسب المؤشرات التي تم تقديمها خلال الجلسات العامة للملتقى، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج الفلاحي في القارة الإفريقية إلى نسبة قد تصل 30 في المائة خلال السنوات ال15 المقبلة إذا لم يتم تدارك الأمر ورفع نسبة استخدام الأسمدة من قبل المزارعين في القارة السمراء، خاصة أن القطاع يحتل مكانة هامة في الاقتصاديات الإفريقية، إذ يشغل حوالي 60 في المائة من مجموع السكان النشيطين في القارة السمراء، كما يهيمن على 20 في المائة من صادرات السلع، ويمثل 17 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويؤمن حوالي 40 في المائة من مداخيل العملات الأجنبية.