- تتهم مجموعة «مناجم» بعدم تخصيص نسبة من أرباحها الكبيرة لتنمية المناطق المنجمية؟ بالعكس، دأبت مجموعة «مناجم» منذ عدة سنوات على تخصيص 40 في المائة من استثماراتها للعمل الاجتماعي وتنمية المناطق المحيطة بالمواقع التي تنشط بها المجموعة. كما أننا واعون بأن أي منجم لا يستطيع أن ينتج بعيدا عن تنمية المناطق المحيطة به، فما إن تستقر الشركة في منطقة معينة تستقدم معها جميع المقومات الاجتماعية التي تؤطر الساكنة المجاورة، سواء في مجال التعليم أو الصحة أو الرياضة..إلخ. لكن هذا لا يعني أننا قادرون على إرضاء الجميع، لأن ذلك مستحيلا، فهناك أدوار متداخلة مثل دور الدولة والسلطات المحلية. لكننا كمستثمرين نحاول قدر المستطاع مساعدة هذه المناطق من أجل تطوير وتنمية مجالات اجتماعية مختلفة، ففي أحد المناجم، مثلا، استطعنا إنشاء 100 كلم من الطرق وتم تمويل كهربة المنطقة التي تبعد 200 كلم عن ورزازات، وبواسطة ذلك استطاعت كل مناطق واحة درعة إلى غاية زاكورة من الاستفادة من الكهرباء. - أين وصل المشكل المطروح حاليا بمنجم «إميضر» بإقليم تنغير؟ مع الأسف لا زال الإشكال قائما إلى حد الساعة، رغم المبادرات المتعددة التي قامت بها «مناجم» من أجل التحاور والتواصل مع المحتجين، حيث نظمنا أكثر من 13 أو 15 اجتماعا معهم، منذ شهر غشت 2011، فالشباب يطالبون الشركة المنجمية لإميضر بتخصيص نسبة 75 في المائة من مناصب الشغل الجديدة التي ستعلنها الشركة في المستقبل لهم. ويجب التذكير في هذا الصدد بأن شركة «إميضر» تشغل حوالي ألف مستخدم وإطار، وحوالي 40 في المائة منهم من سكان الدواوير المجاورة للشركة، و75 في المائة منهم ينحدرون من محيط الإقليم، أي من نفس الجهة، ومع ذلك فآخر مناصب الشغل المعلنة من طرف الشركة استفاد منها أبناء المنطقة، ونحن نتفهم إشكالية عطالة شباب المنطقة، لكن الشركة كذلك لديها إكراهات أخرى، وخصوصا مع الفرقاء الاجتماعيين والنقابات، حيث إنه في جل مناجم العالم، تمنح مناصب الشغل المتوفرة بالمنجم لأبناء المتقاعدين والعمال الذين يشتغلون بالمنجم، وكنا قد قدمنا اقتراحا من أجل أن تشغل نسبة 60 في المائة من شباب المنطقة بالنسبة لمناصب الشغل التي تقترحها شركات المناولة التي تشتغل بالمنجم، لكن تم رفض هذا الاقتراح. - نظمت «مناجم» مؤخرا لقاء مع الجمعيات حول التنمية المستدامة بالمناطق المنجمية. لماذا هذا اللقاء في هذا التوقيت؟ نحن دائما نهتم بالتنمية المستدامة في جميع المواقع، التي تستثمر بها مجموعة «مناجم»، ونهتم بالساكنة والبيئة المحيطة. وأظن أن هناك الآن ظرفية تقول إن جميع الأطراف تهتم بإشكالية التنمية المستدامة. ولما اتصلنا بالنسيج الجمعوي الذي ينشط بالجنوب الشرقي للمملكة استطعنا تنظيم هذا اللقاء الدراسي بزاكورة حول «أية استراتيجية لتنمية المناطق المنجمية ومحيطها بجهة الجنوب الشرقي»، بشراكة ما بين مجموعة «مناجم» ومنتدى بدائل المغرب، والنسيج الجمعوي للتنمية والديموقراطية بزاكورة، بمشاركة أزيد من 140 مشاركا يمثلون المصالح الحكومية بأقاليم الجنوب الشرقي والجماعات المحلية المنجمية وأطر مجموعة «مناجم»، وفعاليات المجتمع المدني وخبراء وأساتذة مهتمين بمجال تنمية المحيط المنجمي، وممثلين عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ووكالة تنمية مناطق واحات الأركان. وسعى اللقاء إلى فتح نقاش موسع حول بناء استراتيجية مندمجة وشمولية لتنمية مستدامة في المناطق المنجمية ومحيطها، شاركت في بلورتها وتنفيذها برؤية مواطنة، الشركات المنجمية، التي تستثمر بجهة الجنوب الشرقي وكل الأطراف المحلية. الرئيس المدير العام لمجموعة «مناجم» عبد العزيز أبارو :