يرتقب أن يختلي عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، قريبا، بأعضاء فريقه الحكومي في جلسة «مكاشفة» من أجل وضع حد للتراشق الإعلامي المهدد للتماسك الحكومي. وذكرت مصادر مطلعة أن جلسة المكاشفة المرتقبة جاءت بناء على طلب تقدم به نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، إلى رئيس الحكومة، مشيرة إلى أن الجلسة كان مقررا عقدها يوم أمس الثلاثاء، غير أن أجندة بنكيران لم تسمح بذلك، ليتم تأجيلها إلى موعد لاحق قد يكون نهاية الأسبوع الجاري أو بحر الأسبوع المقبل.
ووفق المصادر نفسها، فإن جلسة المكاشفة تروم، بدرجة أولى، تجاوز الخلافات ومظاهر عدم الانسجام التي ظهرت منذ تشكيل الحكومة الحالية، وبلغت ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية بعد قرارات وزراء، من حزب العدالة والتنمية بشكل خاص، أثارت انتقادات لاذعة من قبل زملاء لهم في التحالف الحكومي وكشفت عن معاناة الحكومة «الملتحية» من غياب الانسجام بعد مضي 100 يوم على تشكيلها.
وحسب المصادر، فإن لقاء بنكيران بوزرائه، الذي ينتظر أن يعرف حضور قيادات سياسية في الأغلبية الحكومية، سيركز على تدعيم جهود التنسيق بين مكونات التحالف الحكومي وسبل تعزيز الانسجام والوحدة بينها، خاصة بعد ظهور بوادر خلافات منذ تشكيل الحكومة الحالية، وبلوغها ذروتها في الأسابيع المنصرمة، بعد الهجمات الإعلامية التي شنها وزراء حزب الحركة الشعبية على وزراء من حزب العدالة والتنمية وقياديين في التقدم والاشتراكية بشأن قرار وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، منع بث إشهار لألعاب القمار في القناة الثانية؛ وتصريحات وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، حول السياح في مراكش؛ ونشر وزيرة التضامن والأسرة بسيمة الحقاوي لائحة الجمعيات المستفيدة من الدعم.
وذكرت مصادر الجريدة أن اللقاء، الذي لم يحدد له جدول أعمال مسبق، سيكون مناسبة لمناقشة التصريحات الصحافية التي تصدر عن بعض الوزراء، ومحاولة وضع ضوابط لها لتفادي انعكاساتها السلبية على الانسجام الحكومي، مؤكدة في هذا السياق حاجة الحكومة الحالية إلى ضبط تصريحات وزرائها لتجاوز الانعكاسات المباشرة لها من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتأثيرها السلبي على قطاع حكومي معين.
ووفق المصادر، فإن أعضاء في الحكومة سيطرحون للمناقشة، خلال اللقاء المرتقب، بعض القضايا الخلافية من قبيل دفاتر التحملات الجديدة التي أعلن عنها مصطفى الخلفي، وقالت: «سنناقش هذه الأمور في اللقاء الودي الذي سنعقده في الأيام المقبلة لنحاول استدراك بعض ما جاء في دفتر التحملات الجديد». وفضلا عن مناقشة القضايا الخلافية وتحديد الآليات الكفيلة بتحقيق الانسجام بين مكونات الحكومة وترتيب البيت الداخلي للأغلبية، ينتظر أن يناقش بنكيران والفريق الحكومي الذي يقوده، خلال «خلوتهم»، ما سمته مصادرنا «تربص» جهات بحكومة الإسلاميين، ومحاولتها اللعب على التناقضات التي تظهر من حين إلى آخر بين أحزاب التحالف الأربعة، وتعميقها، ليتأتى لها في الأخير تفجيرها.
وفي تصريح ل«المساء»، قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية: «سنلتقي في إطار حكومي باش نقادو لوتار.. وباش نعرفو آش كانديرو»، مضيفا: «حين تصير وزيرا «مكتوليش ديال راسك»، بل يتم تأويل تصريحاتك وإعطاؤها أبعادا أخرى. وعلى هذا الأساس، يتعين أن تتم إثارة القضايا داخل المجلس الحكومي، الذي يبقى الفضاء المناسب للمناقشة لا صفحات الجرائد، وكذا التقيد بواجب التحفظ».