في ظروف غامضة، توجه صباح يوم أول أمس، صاحب شركة كراء السيارات الذي تم اختطافه بمدينة مرتيل، إلى ولاية أمن تطوان ليشعر المصالح الأمنية بإخلاء سبيله من طرف الأشخاص الأربعة الذين اختطفوه قبل أن يطالبوا عائلته بأداء فدية تصل إلى 600 مليون سنتيم لإطلاق سراحه. وأفادت مصادرنا أن المصالح الأمنية لم تستسغ تصريحات صاحب الشركة (عبد القادر. ق)، البالغ من العمر 32 سنة، لعدة أسباب، من أهمها عدم توجهه مباشرة فور إخلاء سبيله إلى أقرب مصلحة أمنية أو دركية لإشعارها بإطلاق سراحه نظرا إلى خطورة الفعل الإجرامي، بل إنه توجه في البداية إلى منزله في مرتيل ثم غير ملابسه، ليتوجه بعد ذلك إلى ولاية أمن تطوان، وليس إلى مفوضية مرتيل الأقرب لمحل إقامته، ما طرح عدة تساؤلات حول ملابسات هذا الملف. وذكرت مصادرنا أن صاحب الشركة المختطف نفى خلال الاستماع إليه معرفته بنوع السيارة التي اختطفته، كما نفى معرفته بهوية الأشخاص الذين قاموا بذلك، مثلما نفى معرفته بأوصافهم أو ملامحهم، مشيرا إلى أنه كان معصب العينين لمدة ثلاثة أيام. وأضافت المصادر ذاتها أن المعني بالأمر قد «يخفي أمورا كثيرة» بشأن حادث الاختطاف، كما أن عائلته لم تكن متجاوبة بالشكل المطلوب معها، كما أنه لم يكشف للمحققين عن السبب الحقيقي الكامن وراء استهدافه شخصيا دون غيره. وقال المختطف للمحققين إن مختطفيه «عنفوه» في البداية قبل أن يغيروا معاملتهم له في ما بعد، مضيفا أن مختطفيه «أطلقوا سراحه في مكان غابوي خال»، دون أن يفكوا عصابة عينيه. وأكدت مصادرنا أن التحقيق والبحث الأمني في هذا الملف مازال ساريا نظرا إلى غموض هذا الحادث الذي كان يتابعه بشكل دقيق كل من والي تطوان، وعامل عمالة المضيق- الفنيدق، والمديرية العامة للأمن الوطني، مضيفة أن تحفظ المعني بالأمر بخصوص عدة أسئلة يثير شكوكا عديدة لدى المحققين، أقلها أن الأمر كان مجرد حادث مفبرك، أو أن الخاطفين توصلوا إلى تسوية مع المختطَف الذي من المحتمل أن يكون له نشاط آخر خفي». وكان أشخاص مجهولون، قد أقدموا ليلة الاثنين الماضي، على اختطاف صاحب شركة لتأجير السيارات بمدينة مرتيل، قبل أن يطالبوا عائلته بأداء فدية تصل إلى 600 مليون سنتيم لإطلاق سراحه. وتمت عملية الاختطاف في حدود الساعة الثالثة صباحا بينما كان المختطف ينزل من سيارته بالقرب من منزل شقيقه، إذ باغته مجهولون وحشروه داخل ناقلة أخرى ثم انطلقوا به إلى وجهة غير معلومة، كما قاموا بسرقة سيارته قبل أن يتخلصوا منها غير بعيد عن المنزل. ولم تتوصل المصالح الأمن بمرتيل بشكاية في الأمر إلا بعد مرور ثلاث ساعات على الحادث، حيث توجه إليها شقيق الضحية الذي ربط الاتصال بالخاطفين فأخبروه بأن الداعي إلى هذا الاختطاف هو وجود خلاف معه حول عملية لبيع المخدرات.