يتعرض زميلنا علي أنوزلا، مدير الموقع الإلكتروني «لكم»، إلى حملة غير مسبوقة لم تحترم فيها أدنى ذرة من أخلاقيات المهنة من طرف جريدة يومية تصدر بانتظام. ووصلت هذه الحملة إلى حد وصف علي أنوزلا ب«العميل والقزم وأحد أشباه الرجال». ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الجريدة ذهبت بعيدا ولمحت إلى وجود علاقة «تخابر» تربط علي أنوزلا بجبهة البوليساريو ووجود أموال قذرة ورثها عن نظام القذافي. وهذه اتهامات في منتهى الخطورة إذا ما افترضنا صحتها، وستكون لها تداعيات على الأمن القومي للبلد. لكن المثير في هذه القضية هو هذا التسامح غير المبرر مع من يروجون مثل هذه الاتهامات دون أن تطالهم يد العدالة حتى لو ذكروا شخصا بالاسم واصفين إياه ب«الكلب» أو ب«الشاذ جنسيا»، كما لو أن هذه المهنة لم تعد لها أخلاق أو لم يعد هناك من يدافع عنها بعد أن أصبحت النقابة الوطنية للصحافة المغربية ومعها فيدرالية الناشرين المغاربة منشغلتين فقط بالبحث عن مقعد وثير في المجلس الوطني للصحافة خشية أن يطير به آخرون. التهم التي وجهت إلى الزميل أنوزلا صدرت في جريدة يومية تستفيد من الدعم العمومي الموجه إلى الصحف والمجلات، وتخضع لنفس القانون المؤطر للمهنة الذي تخضع له سائر المنشورات الصحافية في المغرب، لكننا مع ذلك لم نلاحظ أي رد فعل من طرف الدولة أو من طرف الغيورين على المهنة. وهذا يعطي للقارئ أحد انطباعين اثنين: إما أن هذه الجريدة لديها مهمة مختلفة، وإما أن أي صحافي يمكن أن يكتب ما يشاء دون أن تكون هناك متابعة أو رد فعل، علما بأن هذا غير صحيح في حق صحف أخرى يتم الرد بسرعة على ما يصدر فيها، مثلما حصل مع يومية «المساء» هذا الأسبوع. نحن لسنا ضد حرية التعبير والرأي، فهذا حق مكفول بالدستور والقانون وطالما نادينا به في هذه الجريدة، لأننا أول من ذاق طعم المضايقة، لكننا نتطلع إلى صحافة وطنية مسؤولة لديها الحد الأدنى من أخلاقيات المهنة.