حفيظة الدليمي قرر الأساتذة الباحثون بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط، المكونون ل»مجموعة البحث وتقييم التعليم والتكوين»، القيام بزيارة لرؤساء الفرق البرلمانية ومقابلة وزير التربية الوطنية، خلال الأيام القادمة، بعد تشخيصهم لواقع المنظومة التربوية التعليمية بمنهجية البحث العلمي. وفي هذا السياق، صرح عبد الله الخلوفي، منسق المجموعة، بأن «المتتبع العادي للمنظومة التربوية تتجلى له الاختلالات المتواجدة في كل مستوى تعليمي، وعلى صعيد كل طور من أطوار التعليم. ولقد زاد من خطورة الوضع عدم التمكن من تحديد أصل هذه الاختلالات والأسباب الكامنة وراءها بكيفية واضحة. فالحالة المرضية لتعليمنا العالي تمثل المراحل المتأخرة لأطوار متتالية من التفشي البطيء للمرض الذي ابتدأ كعلة لغوية تجدرت واستحكمت في نسيج تعليمنا الأولي والابتدائي، ليتطور الأمر إلى علل تشوه المعارف والمفاهيم واضطرابها في الأطوار التعليمية الموالية». وأوضح الخلوفي أنه انطلاقا من هذا الواقع «ارتأى الأساتذة الباحثون بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط العمل على تشخيص أمراض وأسقام منظومتنا التربوية والتعليمية بطريقة الاستكشاف عن قرب، بمنهجية البحث العلمي، لتقصي الحقائق وتحليل المعطيات تحليلا موضوعيا». وقال منسق المجموعة أن «تضييع المدرسة الابتدائية لدورها (وكذا ما يسمى بالتعليم الأولي) من بين الأسباب الأساسية للمشاكل التي يعانيها التعليم والتي جعلت المغرب بصنف تصنيفا مخجلا»، لهذا يضيف الخلوفي أنه» إذا كان هناك إصلاح فيجب أن يبد امن التعليم الابتدائي». وطالب منسق المجموعة المسؤولين ب»القيام بالإصلاحات الضرورية في كل المستويات التعليمية، لإعادة وضع قطار المنظومة التربوية والتعليمية على السكة». وحول الإصلاحات التي ستعرضها المجموعة، قال الخلوفي إنها تتجلى في «إعادة الاعتبار لمفهوم الأطوار التعليمية عبر إعادة تحديد مهامها؛ بحيث يجب ضبط مهام وخصوصيات كل طور من أطوار التعليم ما قبل الجامعي، إعادة النظر جذريا في البرامج والمقررات، فلا بد من تحديد المفهوم الدقيق لمصطلح البرامج إعادة النظر جذريا في المناهج المتبعة التي أدت إلى اضطراب أحوال منظومتنا التربوية والتعليمية اضطرابا شديدا». تجدر الإشارة إلى أن مجموعة البحث وتقييم التعليم والتكوين سبق أن قامت بمجموعة من الأبحاث حول واقع المنظومة التعليمية واستقبلت من طرف ممثلي الفرق البرلمانية في عهد الحكومة السابقة.