لأول مرة، يتم الكشف عن وجهة نظر الملك محمد السادس حول ظهور الإسلاميين بدول اتحاد المغرب العربي، ويتم إبراز موقفه من زعماء تيارات وأحزاب إسلامية، بينهم عبد السلام ياسين، مرشد جماعة العدل والإحسان، وعبد الإله بنكيران، الناشط السابق في صفوف الجماعة الإسلامية والأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، فضلا عن راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة بتونس، من خلال بحوث جامعية أعدها الملك محمد السادس عندما كان وليا للعهد، وحصلت عليها «المساء». وفي هذا الصدد، قلل محمد السادس، في بحثه الذي نال به شهادة الدكتوراه في الحقوق بجامعة نيس الفرنسية، من ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التي نتجت عن ظهور ما أسماه الإسلام السياسي بشمال إفريقيا، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، داحضا، في معرض حديثه عن علاقة الإسلاميين ببناء اتحاد المغربي العربي، فرضية علاقة ظهور الإسلام السياسي بعرقلة بناء اتحاد المغرب العربي، وهي الفكرة التي تبنتها الجزائر بعد صعود الإسلاميين بها مطلع التسعينيات. واعتبر الملك في بحثه الذي أنجزه سنة 1993، أن الإسلاميين لم يكونوا، قبل عام 1989، عقبة في طريق تحقيق التكامل بين البلدان المغاربية، موضحا أن حكومات البلدان المغاربية أبدت تخوفا من الإطاحة بها من طرف الإسلاميين، بعد إنشاء اتحاد المغرب العربي، مبرزا، في السياق ذاته، أن هذا التخوف هو الذي شجع قادة الدول المغاربية على بناء اتحاد المغرب العربي، على اعتبار أنهم طرحوا فكرة احتمال إقامة مشروع متكامل للاتحاد المغاربي كوسيلة لتخفيف التوتر بالمنطقة. وقال الملك إن الإسلاميين بشروا بالعمل معا من أجل المخطط المغاربي، مستقيا تصريحات وكتابات زعماء تيارات إسلامية مغاربية، هم عبد السلام ياسين، مرشد جماعة العدل والإحسان، وعبد الإله بنكيران، الذي كان ناشطا في الجماعة الإسلامية، وراشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، التي كانت تسير في اتجاه بناء اتحاد للمغرب العربي. وأرجع الملك أسباب عدم حدوث تكامل بين الاتحاد الأوربي ودول المغرب العربي إلى حضور الهاجس الأمني على اعتبار التخوف الموجود لدى أوربا من دول المغرب العربي فيما يتعلق بتدفق المهاجرين السريين وانتقال ما وصفه الملك ب«عدوى الإيديولوجيات المدمرة القائمة على العنف والتعصب والإرهاب» إلى أوربا في حال فتح باب العلاقات على مصراعيه. إلى ذلك، أماطت البحوث الجامعية للملك محمد السادس، التي نفرد لها الملف الأسبوعي لهذا العدد، اللثام عن أسرار مثيرة تتعلق بعلاقة المغرب بليبيا والصلات بين الملك الحسن الثاني والزعيم الليبي معمر القذافي، كاشفا، في هذا الصدد، عن مراسلات خاصة بين الحسن الثاني والقذافي وكواليس إنشاء الاتحاد العربي الإفريقي، الذي جمع بين ليبيا والمغرب سنة 1984. كما تضمنت بحوث الملك هجوما على من أسماهم «الانفصاليين»، وانتقد موقف الجزائر بخصوص منظوره لعدة أمور بالمنطقة، كما وجه هجوما لاذعا إلى من وصفهم ب«الصهاينة» وإسرائيل.