رضى زروق الجدل والضجة والاحتجاجات التي رافقت مهرجان «موازين» في دوراته السابقة، أجبرت جمعية «مغرب الثقافات» المنظمة للمهرجان السنوي، على اعتماد بعض الشفافية والكشف عن مصادر تمويل هذا الحدث الفني، الذي يستقطب إلى المغرب أكبر نجوم الغناء في العالم. وأكدت جمعية «مغرب الثقافات»، في بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، أن مهرجان «موازين» بات اليوم من المهرجانات القليلة عبر العالم، التي لا تستفيد من أي دعم عمومي. وكشف البلاغ أن «موازين» كان يستفيد في الفترة ما بين 2001 و2005 من تمويل عمومي ضخم يبلغ 60% من مجموع ميزانية المهرجان، مقابل 40% كان يجنيها من مساهمات المحتضنين العموميين وشبه العموميين. وبعد البدء بنظام التذاكر (2006 و2007)، عرف النموذج الاقتصادي للمهرجان – حسب البلاغ – تغيرا ملحوظا، إذ قلص حصة الدعم العمومي من 60% إلى 57%، كما قلص من درجة اعتماده على المحتضنين العموميين والخواص وشبه العموميين من 40% إلى 38%، مقابل حصوله على نسبة 5% كعائدات التذاكر التي تم بيعها. وأوضحت جمعية «مغرب الثقافات» أن دورات «موازين» لأعوام 2008 و2009 و2010، شهدت تخفيض نسبة الاستفادة من الأموال العمومية من 60% إلى 6%، مقابل 34% من المحتضنين العموميين وشبه العموميين والخواص، و60% من المداخيل المتنوعة، التي تشمل بيع الفضاءات الإشهارية والتلفزيون والتذاكر... وأعلنت الجهة المنظمة للمهرجان أنها ألغت، بصفة نهائية، حصولها على الدعم العمومي، مشيرة إلى أن ميزانية موازين باتت تعتمد على المحتضنين الخواص (32%) والمداخيل المتنوعة (68%). ويقصد المنظمون ب»المداخيل المتنوعة»: الفضاءات الإشهارية والرسائل النصية القصيرة ومنتجات المهرجان من أقمصة وقبعات (1%)، واقتسام عائدات الإشهار على التلفزيون (22%)، والسهرات الخاصة المؤدى عنها والنقل والعروض وحفلات العشاء (22%)، وكراء المقصورات والبيع الحصري للمقاولات (4%)، ثم التذاكر وبطائق الاشتراك (20%)، التي تعطي لمشتريها إمكانية متابعة الحفلات في الفضاء القريب من منصات العرض. وكان مدير «موازين»، عزيز الداكي، قد أصدر بيانا في التاسع والعشرين من فبراير الماضي، ردا على ما جاء في كلام الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أوضح من خلاله أن المهرجان لا يحصل في الوقت الراهن على مساهمة من الدولة أو المدينة أو الجهة. وكان الشوباني قد قال إن مهرجانا كموازين «لا يمكن أن يظل خارج منطق الحكامة والمحاسبة». وهاجم الداكي ما اعتبره حينذاك المنطق الغوغائي، الذي يتبعه البعض تجاه «موازين»، موضحا أنه لو اتبعنا هذا المنطق «فلن نجد في يوم من الأيام متحفا يحافظ على تراثنا، ولا مسارح ولا حتى قاعات للحفلات الموسيقية، وقد نذهب ربما إلى إلغاء الأنشطة الرياضية التي تكلف الكثير من أموال دافعي الضرائب». ويذكر أن مهرجان «موازين» سيستضيف هذه السنة، من 18 إلى 26 ماي، عددا من النجوم العالميين أمثال ماريا كاري و»إيفانيسانس» و»سكوربيينز» و»بيتبول» وغلوريا غاينور وآخرين عرب كمروان خوري وهاني شاكر وملحم زين وأصالة نصري ونانسي عجرم، ونجوما مغاربة كنعيمة سميح ومحمود الإدريسي ومجموعة «لمشاهب» ونبيلة معن ومغني الراب «مسلم» وفرقتي «مازاغان» و»فناير».