أعرب أحمد بوكوس٬ عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية٬ عن تفاؤله بمستقبل الأغنية الأمازيغية، مؤكدا أن فنانين مغاربة كبار كعبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي وفتح الله لمغاري، استوحوا ألوان الأغنية الأمازيغية، وأن هناك عدد كبير جدا من المغنين الأمازيغيين و»الرياس» مارسوا تأثيرا كبيرا على الأغنية الأمازيغية والمغربية بشكل عام. وأوضح بوكوس في حديث إلى وكالة المغرب العربي للأنباء أن «الأغنية الأمازيغية جزء لا يتجزأ من التراث الموسيقي المغربي٬ حيث شكلت تاريخيا مكونا هاما نسج علاقات تبادل وتفاعل مع باقي التعبيرات الفنية الأخرى»٬ مستدلا كمثال على ذلك بفن «العيطة بسهول الأطلس، وهو اللون الغنائي الذي طوره عدد من المجموعات كأولاد بن عكيدة٬ وأولاد البوعزاوي٬ والحمونية»٬ وأيضا بمغنين بالدارجة «يستعملون أسلوبا وآلات ومضمونا يتشابه مع الأغنية بالأطلس المتوسط» التي يؤديها مغنون ينتمون إلى منطقة وسط المغرب كحادة أوعكي٬ وبناصر أوخويا٬ والراحل محمد رويشة الذين قدموا إبداعات عديدة بالعامية العربية. وأبرز بوكوس أنه خلاصة لذلك، حصل تداخل بين أساليبهم وأغانيهم والآلات التي يستخدمونها٬ خصوصا آلات الوتار والكمبري والكمان. وأبرز بوكوس الثراء الفني الذي تتسم به الأغنية الأمازيغية٬ وأوضح أنها «تتميز بتنوع كبير على مستوى الأسلوب٬ واستخدام الآلات الموسيقية والتوزيع الموسيقي»٬ مشيرا في هذا الصدد إلى أغاني المغنين في جنوب المغرب، الذين يستوحون أساسا ريبرتوار الرايس الحاج بلعيد (الذي توفي في نهاية الحرب العالمية الثانية)٬ وهو شخصية بارزة على مستوى الأغنية، حيث كان أول من جاب الفضاء الجيو- ثقافي لسوس٬ ومن بين أوائل من سجلوا قطعهم بفرنسا٬ متغنيا بالأساس بقيم الدين الإسلامي. وأوضح بوكوس أنه في الريف٬ حيث «خبت شعلة الأغنية التقليدية تقريبا٬ بزغت مجموعات شبابية تستخدم آلات عصرية كالغيتار الصوتي٬ والغيتار الكهربائي٬ والبانجو٬ والبيانو٬ والأورغ ٬ مطورة بذلك أغنية نوعية تتشابه مع الأغنية العصرية بمنطقة القبائل في الجزائر».