الاسترواح الصدري يمكن تعريفه على أنه دخول الهواء إلى تجويف الغشاء البلوري cavité pleurale الذي يحيط بالرئتين والاسترواح الصدري الأولي الذاتي أو التلقائي يحدث عند الشخص دون وجود مرض رئوي ودون وجود حدث يولد المرض، والعديد من الأشخاص الذين يحدث لهم يكونون مصابين بمرض رئوي تحت سريري، بمعنى أن المرض المسبب يكون موجودا دون أعراض لكنه من الممكن أن يتطور لاحقا، أما الاسترواح الصدري الثانوي (PSS) فيحدث بسبب أنواع متعددة من أمراض الرئة، فيما الاسترواح الصدري العلاجي المنشأ فينتج عن تدخلات للتشخيص أو العلاج تحدث بالغشاء البلوري، ويوجد نوع تسببه الجروح والكدمات، كما يوجد نوع يسببه احتباس الهواء مما يسبب ضغط داخل التجويف البلوري. تولد المرض: السطح الداخلي للقفص الصدري (الغشاء البلوري الخارجي plèvre pariétale) يكون متصلبا لسطح الخارجي للرئتين (الغشاء البلوري الداخليplèvre viscérale) والحيز بينهما يحتوى على كمية صغيرة من سائل يسهل الحركة، ويكون تحت ضغط سلبي بالمقارنة بالحويصلات الهوائية، والذي يحدد الضغط البلوري هو قوة الارتداد المتعارضة للرئتين والقفص الصدري. وقد لوحظ أن الاسترواح الصدري الأولي يكون عند الأشخاص الطوال الصغار في السن، ويعتقد أن ذلك بسبب زيادة قوة الجز عند القمة كما يعتقد أنه يكون مصحوبا بوجود فقاعات تحت غشاء البلوري في قمة الرئة. وبينما لا يكون عند الأشخاص المصابين بالاسترواح مرض واضح بالرئتين يكون أكثر من 90 % منهم مدخنين، ويكمن الخطر النسبي لزيادة الاسترواح الصدري كلما زاد عدد السجائر التي يتم تدخينها في اليوم، وهذا الخطر المتزايد مع زيادة عدد السجائر التي يتم تدخينها يوميا يكون ظاهر أكثر عند المدخنات من النساء. والاسترواح الصدري الثانوي يحدث في وجود مرض رئوي، وفي الأساس في وجود مرض رئوي انسدادي مزمن أو السل أو اللحمانية (sarcoïdose)، أو التليفالكيسي (la fibrose kystique)، والأورام الخبيثة، أوالتليف الرئوي غير معروف الأسباب (fibrosepulmonaire idiopathique). والاسترواح الصدري نتيجة التدخلات الطبية يحدث عادة كمضاعفة عند استخدام إبرة الشفط عبر الصدر، أو البذل العلاجي (thoracentèse thérapeutique)، أو عند أخذ عينة من الغشاء البلوري، أو عند إدخال قسطرة وريدية مركزية، أو أخذ عينة عبر القصبة الهوائية، أو التنفس الصناعي الآلي تحت ضغط، أو إدخال أنبوب للشعبة الهوائية اليمنى، وفى البذل العلاجي للصدر يحدث الاسترواح الصدري بنسبة 30% عندما يجرى بواسطة طبيب ليست لديه خبرة مقارنة بنسبة 4% عندما يجريه طبيب ذو خبرة. والاسترواح الصدري الناتج من جروح نافذة بجدار الصدر أو جروح غير نافذة قد يؤدى إلى مضاعفات مثل الاسترواح الصدري الدموي(hémopneumothorax)، أو حدوث ناسور بين الرئة والغشاء البلوري، كما أنه من الممكن أن يسبب صمام له اتجاه واحد بالغشاء البلوري والذي يسبب تجمع الهواء وعدم خروجه مما يسبب ضغط داخل الغشاء البلوري. أما الضغط داخل الغشاء البلوري فمن الممكن أن ينشأ في وحدة العناية المكثفة للمرضى الموضوعين على أجهزة التنفس الصناعي، ومع احتباس الهواء بالغشاء البلوري يزداد ضغط الهواء والذي يضغط على المنصف (médiastin)، ويقلل رجوع الدم إلى القلب، ويقلل ضخ القلب للدم، ويسبب تقلص الرئة في نفس الناحية، والضغط على الرئة بالناحية الأخرى، ويسبب ذلك إعاقة لتبادل الغازات مما يسبب انخفاض الأكسجين بالدم (hypoxémie). يتبع....