انتقد عادل بنحمزة، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، بشدة عرض وزير الصحة، الحسين الوردي، والبرنامج الذي تقدم به أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، واصفا إياه بالنص الأدبي الذي يفتقر للالتزامات المرقمة ويضم برنامجا عبارة عن نوايا حسنة ولا توجد به أرقام. وأخذ بنحمزة خلال اجتماع اللجنة، أمس، يشير إلى كل فقرة تضمنها العرض ويقدم ملاحظاته حولها، لدرجة أنه آخذ تصنيف الهدف العام الذي يؤطر عمل الوزارة ضمن البرنامج. وقال عضو الفريق الاستقلالي: «إن بعض النصوص تسللت إلى عرض الوزير وهناك إصرار على تضمينها به وتبدو وكأنها إجراءات جديدة، ومنها أن 90 في المائة من المشاريع والنصوص التطبيقية أعدتها الحكومة السابقة، وأن الوزارة عليها أن تحدد آجال إخراج هذه النصوص». ومن جهة أخرى، تساءل عضو الفريق الاستقلالي عن علاقة مكافحة السيدا بالحكامة، قائلا: «إن نسبة الإصابة بالسيدا قليلة بالمغرب والوزارة متغلبة على متطلبات العلاج، فهل هناك معلومات لا نعرفها حول الموضوع؟». واعتبر بنحمزة أن رصد أزيد من ثلاثة ملايير سنتيم لتدبير الإعلام الصحي وتطوير المعلوميات «مبلغ مبالغ فيه»، موضحا أن هناك خللا كبيرا في ما يتعلق بتوزيع الأطر الطبية حيث التمركز بمحور القنيطرةالجديدة. وآخذ بنحمزة على الوزير ربطه انخفاض وفيات الأمهات بمعدلات الخصوبة، قائلا: «هل تراجع الوفيات راجع إلى معدل الخصوبة أم إلى إجراءات قامت بها الدولة في المجال؟» ونبه المتحدث نفسه إلى أن قطاع الصحة يضم أكبر المعمرين في المسؤولية، ومنهم من قضى حوالي 19 سنة في المنصب نفسه، وهو ما جعل أحد الحاضرين يعلق بصوت منخفض حول ما إذا كان بنحمزة يشير إلى المفتش العام للوزارة، الذي قام بإعداد تقرير حول اللقاحات وسلمت إلى المجلس الأعلى للحسابات وكانت سببا في تفجير الصراع بين وزير الصحة وكاتبه العام الاستقلالي رحال مكاوي، ما دفع الوزير إلى تجميد مهامه داخل الوزارة، هذا الأخير الذي حضر إلى اللقاء أمس بعدما غاب في اللقاء السابق. يذكر أن الخلاف بين الوردي وكاتبه العام سبب مشاكل بين حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية ما جعل بعض المتابعين يفسرون ذلك ببداية لتصدع داخل الأغلبية الحكومية.