سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصراع بين التقدم والاشتراكية والاستقلال يهدد بتفجير الحكومة وزير الصحة يخرج عن صمته ويقول ل«المساء»: قرار سحب صلاحيات الكاتب العام للوزارة استند إلى أمور تتجاوزني كوزير
وصلت الخلافات بين حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية حول تدبير وزارة الصحة إلى مستوى غير مسبوق قد يفجر التحالف الحكومي الذي يقوده عبد الإله بنكيران في أي وقت. ووصلت هذه الخلافات إلى حد أن الحسين الوردي، وزير الصحة عن التقدم والاشتراكية، سحب كل الصلاحيات من الاستقلالي مكاوي رحال، الكاتب العام للوزارة، ب«قرار غير معلل»، وفق ما يقوله، مصدر مقرب من هذا الأخير، فيما يقول الوزير ل«المساء» إن قرار سحب الصلاحيات من الكاتب العام للوزارة استند إلى أمور كبيرة تتجاوزه كوزير، رصدها تقرير المفتشية العامة للوزارة، واستدرك بالقول: «لكن، لا يمكنني أن أعرض نتائج هذا التقرير على الرأي العام، بل أحلته على جهة محايدة هي المجلس الأعلى للحسابات». وقال الوردي إنه اتخذ قرار سحب الصلاحيات من الكاتب العام لأن التفاهم بينهما أصبح مستحيلا. وتابع قائلا بهذا الخصوص. «الكاتب العام رفض طريقتي التشاركية في الاشتغال. وتابع الوردي قائلا: «رغم ذلك استدعيت الكاتب العام وشرحت له الأمر، ولم نتفاهم، ووصلنا إلى أن أعقد أنا اجتماعا ويعقد هو اجتماعا»، مشددا على القول «لكن أنا لم أمنعه من حضور الاجتماعات ولم أصدر أي قرار مكتوب في هذا الأمر، وأخبرته بأنني أستدعي فقط المدراء، لكنه ككاتب عام من العار أن يطلب مني أن أستدعيه، بل يجب عليه أن يتصل بكاتبتي من أجل معرفة البرنامج وأن يحضر معي كوزير». وأضاف الوردي «ربما لم تعجبه طريقتي، ووصلنا إلى حد أن المدير اجتمع به ويمدني بأوراق معينة فيوجه إليه استفسارا». وكشفت مصادر مطلعة أن الاستقلاليين غاضبون بسبب التصريحات والقرارات الأخيرة التي اتخذها الحسين الوردي، وزير الصحة، بخصوص فترة تسيير الوزيرة السابقة ياسمينة بادو وحديثه المتكرر، في وسائل الإعلام، عن اختلالات عرفها تسيير الوزارة خلال فترة تسييرها السابقة دون تقديم أدلة ملموسة على ذلك. وأكدت المصادر ذاتها أن التوتر بين مكوني الأغلبية الحكومية بلغ مداه بعد التراشق الكلامي الأخير بين الحزبين، عبر جريدتي «العلم» و»بيان اليوم»؛ مضيفة أن هذا الاحتقان دفع وزير الصحة إلى اتخاذ قرارات وصفت بغير المبررة من الناحية القانونية، كان آخرها سحب التفويض من الكاتب العام للوزارة رحال مكاوي. وشدد الوردي على أنه حينما عُيِّن وجد مشاكل بعد أن بدأت الصحافة تتحدث عن وجود اختلالات في صفقات اللقاحات التي لا تتعلق بمبلغ 200 ألف درهم أو 2 ملايين درهم بل تتعلق ب45 مليار درهم؛ مضيفا أنه اتصل بالكاتب العام حول ما تكتبه الصحافة وأخبره بأنه سيطلب من المفتشية العامة للوزارة إعداد تقرير حول الموضوع وسينشر النتيجة التي ستتمخض عن التقرير كيفما كانت. ونفى الوردي وجود أي مشكلة مع الوزيرة السابقة ياسمينة بادو التي قال إنه لا يذكرها وحزبها إلا بالخير. من جهته، قال مصدر قريب من رحال مكاوي الكاتب العام للوزارة إن الوزير الوردي يريد تصفية حسابات مع الأسماء الاستقلالية التي وجدها في هذه الوزارة»، مضيفا أن الهدف من كل التحركات التي يقوم بها الوردي هو أن يزرع أسماء مقربة منه لتنفيذ أجندته داخل الوزارة». ويذكر أن وزير الصحة وقع، أول أمس الثلاثاء، قرارا وجه إلى الكاتب العام يقضي بسحب تفويض الإمضاء منه دون أن يدرج مبررات اتخاذه للقرار. وأوضحت مصادر «المساء» أن الكاتب العام التحق، يوم أمس، بمكتبه في انتظار تطورات قرار سحب التفويض منه الذي اتخذه الوزير والبحث في مدى قانونيته. وطالبت المصادر ذاتها بنشر تقرير المفتشية العامة للوزارة الذي تحدث عن الاختلالات التي عرفتها الوزارة من أجل تمكين جميع المغاربة من الاطلاع عليها ضمانا لمبدأ الشفافية، داعية إلى توقيف جميع الصفقات التي ذكر تقرير المفتشية العامة للوزارة أنها عرفت اختلالات.