محمد الرسمي خرج آلاف من أعضاء جماعة العدل والإحسان والمتعاطفين معها في مسيرة تضامنية صباح أمس مع القدس وغزة على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأراضي المحتلة، والتي دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وهي هيئة تابعة للجماعة. ورفع المتظاهرون شعارات متضامنة مع الشعب الفلسطيني، مرددين هتافات من قبيل «وعهد الله ما نخون.. فلسطين في العيون»، و«قدسنا أمانة.. والتطبيع خيانة». كما توجه المتظاهرون إلى مقر البرلمان حيث كانت تنعقد أشغال الدورة الثانية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، مطالبين عضو الكنيست الحاضر في الاجتماع بالرحيل: «يا صهيوني سير بحالك»، و«الموت لإسرائيل». وعبأت الجماعة لهذه المسيرة كافة الوسائل اللوجستيكية لنقل أعضائها من مختلف المدن المغربية، حيث استعملت في سبيل ذلك وسائل النقل العمومية والسيارات الخاصة. وتميزت المسيرة بالتنظيم المحكم للمتظاهرين، حيث تقدم أعضاء مجلس الإرشاد الصفوف الأولى، محاطين بدائرة بشرية من شباب الجماعة. لكن اللجنة التنظيمية فشلت في توحيد الشعارات، بسبب طول المسيرة التي امتدت من أول شارع الحسن الثاني إلى مبنى البرلمان بشارع محمد الخامس، في غياب شبه تام لعناصر الأمن، باستثناء المكلفين بتنظيم حركة المرور. وقال عبد الصمد فتحي، منسق الهيئة وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة، إن «هذه المسيرة جاءت للتضامن مع ما يجري في القدسوفلسطين من قتل وتدمير يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، في ظل صمت الأنظمة العربية الرسمية، وتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لصالح الحراك الشعبي في مختلف الدول العربية». وأكد فتحي أن المسيرة شهدت «مشاركة عدة هيئات ومنظمات مدافعة عن القضية الفلسطينية، إضافة إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، مقدرا عدد المشاركين بحوالي مائة ألف مشارك، جاؤوا من مختلف المدن المغربية ليعبروا عن تضامنهم مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني». وعن الأسباب التي دفعت الهيئة إلى عدم التنسيق مع مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، قال فتحي إن الهيئة كانت سباقة إلى الدعوة إلى المسيرة، إذ أنها أصدرت بيانها الداعي إلى التظاهر قبل كلتا الهيئتين، «لكنهم اختاروا توقيتا آخر للخروج، وهم أحرار في اختيارهم الذي نحترمه». يذكر أن هذا هو أقوى خروج علني لجماعة العدل والإحسان إلى الشارع، بعد أن قررت الانسحاب قبل عدة أشهر من صفوف حركة 20 فبراير، بعدما اعتبرتها «متنفسا للمخزن من أجل تحسين صورته أمام الخارج».