أضرب لاعبو الوداد الرياضي لكرة القدم عن إجراء تداريبهم صبيحة أول أمس الثلاثاء، احتجاجا على عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية العالقة في ذمة المكتب المسير للفريق. إضراب لاعبي الوداد عن التداريب ليس الأول في بطولة هذا الموسم، بل إن لاعبي مجموعة من الفرق أضربوا عن التداريب، وقد حدث ذلك في فرق الدفاع الجديدي والمغرب الفاسي واتحاد الخميسات والنادي القنيطري وغيرها.. مما يؤكد أن هناك خللا في علاقة المكاتب المسيرة للفرق المغربية بلاعبيها، وأن هناك عدم وضوح بين الطرفين، يؤدي إلى توتر العلاقة ووصولها في بعض الأحيان إلى الباب المسدود. المثير أن إضرابات اللاعبين عن التداريب «تفاقمت» في الوقت الذي أطلقت فيه جامعة كرة القدم أول بطولة «احترافية». ففي الوقت الذي كان من المفروض أن يساهم «الاحتراف» في ضبط علاقة الفرق بلاعبيها، وأن يعرف كل طرف ما له وما عليه، فإنه في المقابل تابعنا إضرابات متواصلة للاعبين عن التداريب، وحديثا عن عدم أداء المسيرين لمستحقات اللاعبين، في وقت لا يتردد فيه مسؤولو الفرق في التأكيد أن ضعف الموارد المالية هو الذي يمنعهم من أداء المستحقات. في واقعة إضراب لاعبي الوداد هناك العديد من الدروس التي يجب استخلاصها. الإضراب لم يحدث في فريق بدون موارد مالية، بل إنه حدث داخل فريق يتمتع بشعبية جارفة في المغرب وميزانيته السنوية تصل إلى ستة ملايير سنتيم، كما أنه ظل طيلة الموسم يحقق أرقاما قياسية على مستوى مداخيل الجمهور، خصوصا في منافسة عصبة الأبطال الإفريقية التي بلغ الفريق دورها النهائي أمام الترجي التونسي وكاد أن يتوج بلقبها. مسؤولو الوداد يقولون إن المستحقات التي في ذمة المكتب المسير لا تتجاوز بعض مباريات البطولة التي حقق فيها اللاعبون الفوز، وأيضا منحة عصبة الأبطال الإفريقية التي لا يترددون في التأكيد أنها عبارة عن منحة خاصة وليست مدرجة في العقود التي تربط اللاعبين بالفريق، بينما يتشبث اللاعبون بأن منحة عصبة الأبطال من حقهم، وأن المفروض في المكتب المسير أن يضخ في حسابهم مستحقاتهم المالية في موعدها ودون أدنى تأخير، تماما كما هو حال منح مباريات البطولة. لقد ظهر الوداد مع بدء منافسات هذا الموسم بوجه جيد، وكان واضحا في ظل الوفرة الكبيرة من اللاعبين «النجوم» أن المسؤولين إذا لم يحسنوا التعامل مع هذا الوضع، فقد يدفع الفريق الثمن غاليا من استقراره، ومن انسجام مجموعته. من حق اللاعب بما أنه محترف أن يحصل على حقوقه كاملة وفي موعدها ودون تأخير، ودون أن يتحجج المسؤول بأنه مازال لم يحصل على بعض الموارد المالية العالقة، كما أن على اللاعبين أن يحرصوا في عقودهم على أن تتضمن جميع التفاصيل وقيمة المنح المتعلقة بجميع المباريات، ضمانا لحقوقهم، وحتى لا يجد المسير أي منفذ للهروب من التزاماته. اللاعب هو الذي يصنع الفرجة، وهو الذي يأتي الجمهور لمشاهدته، ومن حقه أن يحصل على حقوقه كاملة، مثلما أن من حق المسير أن يحاسبه على الغياب عن التداريب بل وأن ينزل ضده غرامات مالية.