أنهى الحارس الرجاوي السابق مصطفى الشادلي أول تجربة له كممثل، حين شارك بدور في شريط سينمائي قصير من إخراج سعيد بنجدير، يختزل نهاية حزينة للاعب دولي سابق اكتشف بعد اعتزاله أن مجتمع الكرة يمارس الإجحاف والتنكر في حق رموز رفعوا علم الوطن خفاقا في المنتديات الكروية. وجسد الشادلي دور لاعب مغربي يعرف قيمة بطل الفيلم، اللاعب المتخلى عنه، والذي أداه محمد اليوسفي، السيناريست وأستاذ مادة السيناريو بعدة معاهد بالدارالبيضاء، وصاحب مجموعة من الأعمال التلفزيونية الناجحة التي سبق أن كتب سيناريوهاتها ، كفيلم «خيال الذيب» الذي أخرجه عهد بنسودة، وفيلم «الصالحة» من إخراج كمال كمال و»بنات رحمة» الذي أخرجته فريدة بورقية. ومثل مصطفى الشادلي، الحارس السابق للرجاء والمغرب التطواني والجيش الملكي، دور لاعب كان يتابع في إحدى المقاهي مباراة للمنتخب المغربي، وعاين كيف منع نادل المقهى اللاعب الدولي السابق من ولوج المقهى استنادا إلى مظهره وأسقطه أرضا، مما دفع الشادلي إلى التدخل ومساعدة بطل الفيلم على الوقوف، لأنه الوحيد من بين مرتادي المقهى، المنشغلين بأطوار المباراة، الذي يقدر قيمة اللاعب المتخلى عنه. وتنتهي أحداث الفيلم الذي تم إنجازه في الدارالبيضاء، بانتحار البطل بعد أن شعر بالاختناق داخل مجتمع متنكر لرموز الكرة، فاختار وضع حد لحياته بالشنق في بيته بأحد أحياء الصفيح القديمة بالدارالبيضاء. وقال مصطفى الشادلي ل»المساء» معلقا على هذه التجربة: «لم أتردد في قبول مقترح من الفنان اليوسفي الذي أكن له كل الاحترام، اطلعت على السيناريو وتبين لي أنه يرصد جانبا مهما من حياة الرياضيين وتحديدا محنة اللاعب القديم، الذي يعاني من الحرمان عند اعتزاله، الفيلم يجسد قصصا حقيقية للاعبين انتهى بهم المطاف في المشنقة، أنا أعتبر هذا العمل إنسانيا أكثر منه فنيا أو فنيا في قالب اجتماعي». بينما قال محمد اليوسفي، الذي لعب دور البطولة في الفيلم ومثل دور اللاعب «بامو» في تصريح ل»المساء»: «كنت مارا بالقرب من المقهى التي توجد في ملكية الحارس الرجاوي الشادلي، فانتابتني فكرة تمثيل المشهد المتعلق بمحاولة بطل الفيلم متابعة مباراة للمنتخب المغربي بنفس المقهى قبل أن يطرد منها من طرف النادل، فعرضت الفكرة على الشادلي الذي رحب بها، بل ومثل دور اللاعب الذي سيمد يد العون لبامو بطل العمل الفني، والحمد لله مرت الأمور بشكل رائع، خاصة أن مضمون السيناريو يتقاطع فيه الفني بالرياضي، والأروع أن مصطفى اختار العمل معنا بشكل تطوعي ووضع مقهاه رهن إشارة الفيلم، وهي مبادرة يستحق عليها التقدير، واختيار الشادلي دون غيره جاء عن اقتناع بأنه يرمز للاعب الناجح في مساره الكروي».