هاجم حميد شباط، القيادي الاستقلالي وعمدة مدينة فاس، عبد العزيز الرباح، وزير النقل والتجهيز، بسبب كشفه عن لائحة المستفيدين من مأذونيات النقل الطرقي (الكريمات)، واصفا العملية بكونها «شعبوية» و«تأليبا للرأي العام»، وقال إن هذه الكريمات هبات ملكية، وهي عبارة عن أعراف وتقاليد يجب الحفاظ عليها، لأن المستفيدين منها فقراء ينتمون إلى عالم الرياضة والفن والغناء. وأعلن شباط، في حوار أجرته معه «المساء»، ننشره غدا، عن استعداده للترشح لمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال خلفا لعباس الفاسي، في المؤتمر القادم للحزب، إذا لم يظهر في لائحة المرشحين شخص «مقنع». وهاجم شباط مقربين من عباس، وقال إنهم يريدون أن يبقى منصب الأمانة العامة للحزب حكرا على أناس قليلين، في إشارة إلى «تناوب» نخبة مدن بعينها على هذا المنصب. وأشار شباط إلى أن كل شيء يجب أن يعاد فيه النظر داخل «الحزب العتيد»، وأن عليه أن ينفتح على جميع الفئات والمناطق والمدن، و«الفقراء والتجار». وأكد أن الاستقلاليين يريدون أن يختاروا زعيمهم السياسي قبل الدخول إلى الانتخابات، وإذا ما فشل عباس الفاسي ومعه أعضاء اللجنة التنفيذية في تحقيق ما سبق أن تحدث عنه بلاغ سابق للأمين العام للحزب، فإن عليه، حسب تصريحات شباط، أن يقدم استقالته من منصبه. من جهة أخرى، وجه شباط انتقادات لاذعة إلى نقابة الاتحاد المغربي للشغل، على خلفية «صراعات نقابية» في المكتب الوطني للتكوين المهني، وقال إن هذه النقابة هي «خصم للشغيلة». واعتبر أن هذه النقابة هي غلاف يستعمله المدراء لمحاربة العمل النقابي النظيف. كما ذكر أن بعضا ممن يتحكمون فيها هم مدراء عدد من المؤسسات «الفاسدة»، حسب تعبيره. ودافع شباط عن المتابعين في ملفات سوء تدبير بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وذهب إلى أن ذنبهم هو أنهم لم يتبعوا طريق نقابة الاتحاد المغربي للشغل، وأرادوا إصلاح الوضع داخل الصندوق. وسخر شباط من إدريس بنهيمة، مدير الخطوط الملكية للطيران، وقال إنه لا يعرف معنى 20 درهما مغربيا، لأنه لا يعرف سوى لغة الأورو، واتهمه بسوء تدبير القطاع، مما كبد الشركة خسائر كبيرة. وعاد إلى تأكيد اتهامات سابقة لحزب العدالة والتنمية بفاس الذي يعارض تجربته في المجلس الجماعي، وقال إن همه هو خلق الفتنة والبلبلة بالمدينة، ومعارضة تنمية العاصمة العلمية. وعاد شباط إلى أحداث 14 دجنبر 1990 التي عرفتها مدينة فاس، وقال إنها كانت «ثورة حقيقية وشعبية ضد الفساد»، حققت المغرب الجديد ومهدت للتناوب التوافقي وتعديلات جل القوانين وإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة...