شهد آخر اجتماع للمكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية نقاشا وصفته مصادر «المساء» بالساخن، خصوصا بين عادل بنحمزة، الذي انتقد بشكل حاد الطريقة التي أدار بها عباس الفاسي مشاورات تكوين حكومة بنكيران داعيا إلى محاسبته، وبين عبد المجيد الفاسي، عضو المكتب التنفيذي للشبيبة ونجل عباس الفاسي، الذي هاجم بنحمزة قائلا إن «المحاسبة لا يجب أن تقف فقط عند هذه المرحلة فقط وإنما لابد من أن تبدأ من المؤتمر العام للشبيبة الاستقلالية الأخير وطريقة انتخاب ووضع اللائحة الوطنية الخاصة بالشباب لحزب الاستقلال»، وهما الحدثان اللذان قال عنهما نجل الأمين العام لحزب الاستقلال إنهما شابتهما مجموعة من المنزلقات. وحمل التيار الموالي لعباس الفاسي، داخل الشبيبة الاستقلالية، عبد القادر الكيحل، الكاتب العام للشبيبة، مسؤولية عدم استوزار أي اسم من شبيبة الحزب، بحجة أن الكيحل ظل يفرض نفسه مرشحا وحيدا للاستوزار، رغم علمه بأنه غير مرغوب فيه للاستوزار. كما اتهم أعضاء بالشبيبة تيار الكيحل وبنحمزة وشباط بتغييب الديمقراطية الداخلية بالشبيبة الاستقلالية، وهو ما يعكسه، حسبهم، حدث مطالبة ثلاثة قياديين بالشبيبة برفع منحة الوزارة الأولى التي منحت لهم من أجل المشاركة ضمن الوفد الاستقلالي في جنوب إفريقيا إلى ثلاثة آلاف درهم، في الوقت الذي تحددت منحة باقي أعضاء الوفد الاستقلالي في ألف درهم. من جانبهم، ما زال أعضاء بالشبيبة الاستقلالية يقودون حملة ضد عباس الفاسي، على صفحات ال»فيسبوك»، إذ تساءل عادل بنحمزة على صفحته: «هل حزب الاستقلال مشارك في حكومة السيد بنكيران؟»، في إشارة إلى أن الوزراء الاستقلاليين المعينين لا تربطهم بالحزب صلة، بينما قال عادل تشيكيطو، عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية، إن «عملة المناضل ولد الشعب داخل حزب الاستقلال تتعرض لهزات سيئة بسبب هيمنة منطق العائلة والمصاهرة، وإن على الاستقلاليين أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية، بمن في ذلك قيادة الشبيبة الاستقلالية، في إشارة واضحة إلى التهميش الذي يلاقيه أبناء الشعب في دواليب هذا الحزب وإسناد المسؤوليات، وحضور منطق العائلة والمصاهرة «. من جهة أخرى، علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن أعضاء بحزب الاستقلال وشبيبته، من الموالين لعباس الفاسي، باشروا، خلال اليومين الماضيين، جمع لائحة من التوقيعات من داخل حزب الاستقلال والشبيبة الاستقلالية، خاصة بالمدن الكبرى، مثل الدارالبيضاء والرباط وسلا وفاس ومراكش، تعترض على الهجوم الذي يقوده أعضاء باللجنة التنفيذية للحزب ضد الفاسي، معلنين تخوفهم من تعرض الحزب للانقسام. وحسب المصادر نفسها، فقد بلغت التوقيعات إلى حد الآن ما يقارب 300 توقيع، بينها 18 توقيعا بمدينة فاس.