نظمت محكمة النقض، أول أمس الخميس بالرباط، حفلا تكريميا على شرف النساء القاضيات والإداريات المشتغلات بالمحكمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. واعتبر مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض، أن «هذا التكريم نابع من إيمان كبير بأن المجتمعات لن ترقى إلا بتكريم كافة مكوناتها دون تهميش أو إقصاء أو حرمان لأي أحد، من خلال تكريس ثقافة العرفان والتقدير». واعتبر الرئيس الأول للمحكمة أن هذا الاحتفال «استثمار لهذه اللحظة التاريخية التي ترتكز في تفعيلها، أساسا، على سلطة قضائية مستقلة، باعتبارها من آليات دولة الحق والمؤسسات». وعبر فارس عن امتنانه ل«العطاء المتواصل والجهود المتميزة والهمة العالية في خدمة المتقاضين وإيصال الحقوق إلى أهلها، فالمرأة المغربية أبانت، منذ القدم، عن الاجتهاد والفعالية كلما توفرت لها الإمكانيات وآليات التحفيز والتشجيع». من جهتها، قالت أسماء أحيد، في كلمة باسم الأطر الإدارية النسائية، إن»المرأة بمحكمة النقض لعبت دورا كبيرا في تحقيق مجموعة من المكاسب المهنية والعلمية إلى جانب الرجل، من أجل تكريس مبدأ العدالة والإنصاف وخدمة الوطن والمواطنين وإنجاح المسار القضائي لمحكمة النقض على غرار باقي مؤسسات النقض الأجنبية». وأكدت أحيد أن «الاحتفال بعيد المرأة هو مناسبة لإبراز دورها في إظهار الإشعاع المهني والثقافي من خلال مساهمتها في البحث والدراسات القانونية والقضائية وكذا مهامها الإدارية». وأضافت قائلة إن «المرأة لعبت دورا رياديا على مدار سنوات داخل مؤسستنا العتيدة، فكان لابد للرجل أن يقف هذا اليوم اعترافا بعطاءات المرأة وتضحياتها من أجل صالح الوطن وخدمة للقضايا العدالة». وفي كلمة له بمناسبة الحفل التكريمي، أكد مصطفى مداح، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، أن «هذا الاحتفال هو محطة لتثمين مساعي الشريحة النسائية للنهوض بمستواها الاجتماعي وتحسين ظروف عيشها، جنبا إلى جنب مع الرجل للرقي بهذا البلد وجعله ينال مكانته الدولية التي يستحقها». وأبرز مداح أن «المرأة تستحق المرتبة التي وصلت إليها بفضل كفاحها المشرف وسعيها الحثيث، شعاره القانون ونهجه الديمقراطية». وشدد مداح على أن «المغرب أصبح من الرواد والسباقين في مجال النهوض بأحوال المرأة في جميع الميادين، فلا تقدم للرجل بدون المرأة ولا يمكن لقطار التنمية أن يسير إلا على سكتين متوازيتين». ودأبت محكمة النقض، منذ سنوات، على تنظيم احتفال تكريمي لكافة الأطر القضائية والإدارية النسائية المشتغلة بالمؤسسة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وقد تم هذه السنة اعتماد مفهوم «القدوة» كمعيار للتكريم من خلال الاحتفاء بمجموعة من القاضيات والموظفات والعاملات اللواتي قضين سنوات طويلة في رحاب محكمة النقض.