- كيف تنظر عائشة لخماس إلى واقع المرأة المغربية؟ بالنسبة إليّ، فإن الواقع يعرف مفارقة، هناك تقدم، وهناك أوضاع راكدة، وهناك تأخر. بالنسبة للتقدم الذي عرفته أوضاع النساء، نذكر الإصلاحات التي عرفتها مدونة الأسرة والتعديل الذي شمل قانون الجنسية والإصلاحات في القانون الجنائي والمسطرة الجنائية وأيضا الشغل، أيضا التعديلات التي عرفها الدستور الذي توج بإقرار كل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافة والاجتماعية للمرأة ونص على مبدأ المناصفة. الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمرأة تعرف ركودا إن لم تعرف تراجعا على مستوى الشغل والصحة الإنجابية، ويمكن القول إن الفقر أصبح مؤنثا والأمية والبطالة تنتشر بشكل أكبر في أوساط النساء، وهي أوضاع جديرة بالاهتمام، لأنها تنعكس على أوضاع الأسر بشكل عام، مما يؤثر على مؤشرات التنمية البشرية في المغرب ويجعلنا في مراتب متأخرة، ويجعل المجهودات التي نقوم بها في مجالات مختلفة لا تستفيد منها المرأة. - وبالنسبة للحقوق السياسية؟ نعيش لحظات مؤلمة منذ ظهور تشكيلة الحكومة إلى الوجود وتعيين سيدة واحدة ضمنها، وبالنسبة للتمثيلية البرلمانية، فأرى أنها لا تلبي طموح النساء/ لأنها لا تتجاوز 17 في المائة، وهي إخفاقات ليست في مستوى ما وصلنا إليه على مستوى الدستور، الذي نص على المساواة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق، بما في ذلك الحقوق المدنية، ونسجل إحداث الدستور لهيئة المناصفة ومحاربة كافة أشكال التمييز، وتنصيصه على «كوطا» خاصة بالنساء في سلك القضاء، وأيضا على إفراد ثلث المقاعد المنتخبة على مستوى الجهات للنساء، بل ونص على وضع آليات لتتمتع النساء بهذه الحقوق، ونلاحظ أن هناك نوعا من التلكؤ في تنفيذ هذه المقتضيات، لأن المرأة لا يمكن أن تلعب دورا فاعلا داخل أي هيئة سياسية دون التوفر على الثلث. - كيف ترين صورة المرأة في الإعلام؟ الإعلام لازال في غالبيته يتعامل مع المرأة بصورة نمطية رغم التقدم الحاصل في بعض البرامج الحوارية وحضورها في بعض البرامج المناسباتية كيوم الثامن من مارس. أما البرامج السياسية فأغلب ضيوفها رجال فقط، ولا تتم استضافة النساء إلا حين يتعلق الأمر بمناقشة مواضيع تتعلق بالأسرة والطفولة. صورة المرأة في الأعمال الدرامية التلفزيونية تحط من قدرها، وفي الوصلات الإشهارية مازال يطغى عليها طابع المرأة المستهلكة. لذلك نتساءل أين هو ميثاق تحسين صورة المرأة الذي يجب تفعيله. في هذا الإطار، نحن في اتحاد العمل النسائي بصدد نشر دارسة خلال الأسابيع القادمة عن المرحلة الحاصلة ما بين 9 مارس إلى غاية 24 نونبر، ستنشر في جريدتين وفي قناتين تلفزيونيتين من أجل إظهار دينامية الحركات النسائية المطالبة بالإصلاحات. - وماذا عن صورة المرأة في السينما؟ بالنسبة لصورة المرأة في السينما، أعتقد أن هناك طفرة نوعية بتواجد نساء مخرجات، ممثلات وفنانات أثبتن جدارتهن وفزن بجوائز، وبهذه المناسبة أحييهن على انخراطهن في تكريس التحول الذي عرفته المرأة المغربية. - رسالتك إلى المرأة المغربية؟ أحيي كل النساء في يومهن العالمي وأتمنى أن نعيش ونرى تحقق المناصفة والمساواة في الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على أرض الواقع.