وضع اتحاد العمل النسائي، أول أمس الأربعاء، في الدارالبيضاء، أولى لبنات “المرصد المغربي لصورة المرأة في الإعلام” إذ تشكلت لجنة تحضيرية، تتكون من أربع لجان متخصصة، ستنكب، كل واحدة من موقع اهتمامها وتخصصها، على وضع أسس وأهداف واختصاصات المرصد، ويتعلق الأمر بلجنة البحث والدراسات، ولجنة الرصد والتتبع، ولجنة التواصل، واللجنة القانونية. وقالت عائشة لخماس، رئيسة اتحاد العمل النسائي، خلال المائدة المستديرة، التي نظمت لهذا الغرض، إن فكرة تأسيس مرصد مغربي لصورة المرأة في الإعلام لم تأت كرد فعل على “الحملة الدنيئة، التي استهدفت النساء المغربيات في بعض القنوات العربية”. وأضافت، مستعرضة إنجازات ومكاسب النساء المغربيات، أنه، رغم الجهود، التي يبذلها المغرب بهدف تحسين أوضاع النساء، ورغم حضور المرأة المغربية على جميع الواجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ورغم ما تباشره الحركة النسائية والحقوقية من مبادرات، في مجال التوعية والتحسيس والترافع، وإثارة القضايا المتعلقة بمبدأ المساواة بين الجنسين، لم يصل الإعلام، بعد، إلى مستوى عكس هذه الدينامية. واعتبرت لخماس أن الإعلام يلعب، في العديد من الأحيان، “دورا تخريبيا”، وأن المرأة، عبر التاريخ كان يبخس حقها، موضحة أن النساء المغربيات لعبن أدوارا مهمة خلال فترة الاستعمار، وسجلن بطولات كمقاومات، معتبرة أن “الحديث عن المقاومة يختزل في الأدوار، التي لعبها الرجال، ويجري التغاضي، غالبا، عما قدمته المرأة في تلك الفترة”. واعتبرت أن المرصد المغربي لصورة المرأة في الإعلام سيضطلع، ليس فقط، برصد ما يمكن أن يبخس دور النساء المغربيات، وما يمكن أن يحصرهن في الأدوار النمطية، بل سيضع على عاتقه، أيضا، مهمات المتابعة والبحث والترافع، والتنبيه، وغيرها من المهام. وقالت لخماس “لا يعقل أن تقصى النساء من البرامج الحوارية والبرامج، التي تناقش قضايا المجتمع، وكأن المغربيات غير مؤهلات للمشاركة في هذه البرامج”، وأبرزت أن المرأة المغربية أصبحت حاضرة كسياسية وكفاعلة اقتصادية، ولها إسهامات في جميع المجالات، لكن حضورها في وسائل الإعلام باهت، بينما تسقط هذه البرامج في إبراز الرجال، بشكل لافت. وأوردت ملاحظات حول استعمال النساء كوسيلة للإضحاك، وخصت بالذكر الأعمال الفكاهية و”السيتكومات”، التي تقدم المرأة في صورة نمطية، لا تنسجم مع واقعها وطموحاتها. من جهتها، استعرضت زهرة وردي، الكاتبة العامة لاتحاد العمل النسائي، إنجازات المرأة المغربية، وما استطاعت مراكمته من مكتسبات. وقالت في كلمتها “هل يجب أن نذكر، دائما، بأن أكثر من 20 في المائة من الأسر المغربية ترأسها نساء؟ وأن أكثر من ثلث الأسر المغربية تساهم النساء في إعالتهن؟ وأن المغربيات يترأسن الجامعات، ويساهمن في مؤسسات للبحث العلمي، في المغرب وخارجه؟ وأن أول امرأة عربية حملت علما في الأولمبياد مغربية؟ وأن أكثر من 20 في المائة من الجسم القضائي بالمغرب نساء، ومنهن من يترأسن غرفا ومحاكم، ويشكلن أكثر من الثلث في سلك المحاماة؟ وأن أكثر من 40 في المائة من الأطباء نساء؟”. وأضافت أن “النساء أصبحن مديرات أكاديميات، ونائبات في التعليم، ورئيسات مؤسسات اقتصادية كبرى، ووزيرات، وبرلمانيات، ورئيسات مجالس مدن ومقاطعات وجماعات، وربانات طائرات وبواخر، ومسؤولات في وزارة الداخلية، وفي الدرك والأمن، ومخرجات سينمائيات، ومسؤولات في الهيئات القيادية للأحزاب والنقابات والاتحادات المهنية”. وحرصت وردي على تحية النساء الكادحات، العاملات في الحقول والبيوت والمعامل، وقالت “لهذا، فإن نضالنا على واجهة الإعلام يكتسي أهمية كبيرة، لمواجهة ما يروج فيها عن المرأة، ولتقديم الصورة الحقيقية، ومحاربة الصورة النمطية، والمخلة، التي تحاول يائسة إحباط مسيرة النساء المغربيات نحو المساواة”. وتمحور النقاش خلال هذه المائدة المستديرة، التي حضرها عدد من الوجوه الجمعوية والحقوقية، وفنانون، حول أهداف المرصد وأدواره، وحول فلسفة الرصد والتتبع، والواجهات، التي ينبغي أن يشتغل عليها هذا التنظيم الجمعوي.