وجه أزيد من 600 من ساكنة منطقة مولاي عبد السلام بإقليم العرائش اتهامات إلى عبد الهادي بركة، نقيب الشرفاء العلميين، وابنه نبيل بركة، باعتماد طرق غير شفافة في توزيع الهبات الملكية بمناسبة ذكرى وفاة الحسن الثاني. و«استنكر» الموقعون على العريضة «عدم تنظيم حفل ديني يليق بالمناسبة، كما جرت العادة بذلك بعد صلاة المغرب والعشاء، حيث اكتفى النقيب بركة بتكليف ابنه نبيل بتوزيع مبلغ 50 درهما على 461 من طلبة القرآن، «مما أثار تساؤلات عديدة حول مصير المبلغ المتبقي من الهبة، وهو 26950.00، الذي لم يكشف النقيب عن مصيره. وتساءل الموقعون على «العريضة الاستنكارية» عن الصفة القانونية، التي تسمح لابن النقيب بتوزيع هبة ملكية، خصوصا أنه سبق له أن «تستر» على مبلغ مالي خلال إحياء ذكرى عيد المولد النبوي الأخير، قبل أن تطالبه السلطات المحلية بإرجاعه. من جهته، نفى نبيل بركة، ابن النقيب عبد الهادي بركة، في اتصال مع «المساء»، ما جاء في العريضة، معتبرا أن من يحرضون الساكنة، يقومون بذلك لأغراض انتخابية، خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية. كما نفى أن يكون اختلس أي مبلغ مالي خلال احتفالات عيد المولد النبوي. وأضاف نبيل بركة بأن مؤسسة النقيب ستصدر بيان حقيقة حال عودة والده النقيب عبد الهادي بركة، الذي يوجد خارج المغرب قصد العلاج. وأكد بركة أن توزيع أموال على طلبة القرآن أمر يخص الزاوية، التي تحرص على أن تبقى أمور الشرفاء «مستورة»، كما هي عادة الصوفيين وأهل الله، «إلا أن هؤلاء الذين سبق لهم أن فتحوا هذا الباب لأهداف دنيئة سوف يضطروننا لمواجهتهم». وفي اتصال ل«المساء» بعبد القادر السليماني، رئيس دائرة مولاي عبد السلام، الذي استقبل مؤخرا وفدا عن المشتكين، قال إن «السلطات المحلية لا تعمل إلا على تسهيل مأمورية المبعوث الملكي. أما فيما يتعلق بطريقة توزيع الهبات الملكية، فإنها تخضع لأعراف محلية من الصعب تنظيمها وضبطها»، رافضا تأكيد أو نفي وقوع اختلاسات مالية في الهبة الملكية الأخيرة. يذكر أن الخلاف بين عبد الهادي بركة وعدد من العائلات «العلمية»، المتحدرة من الولي مولاي عبد السلام بن مشيش، يعود إلى دجنبر 2010، حيث سبق للشرفاء العلميين أن راسلوا الملك حول ما اعتبروه محاولة من النقيب عبد الهادي بركة ل«زرع فتيل الفتن والتقاتل بين الشرفاء أبناء العمومة الواحدة».