تعيش منطقة جبل العلم، بإقليم العرائش، حيث يوجد ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، أجواء قلق وترقب بعد أن دخل الصراع أشده بين السكان وممثلي الشرفاء، وبين النقيب عبد الهادي بركة، الذي توجه له اتهامات بالتسيير الفردي واستغلال النفوذ باعتباره حاملا لظهير تعيين. ووجه المئات من السكان، من الشرفاء العلميين، عريضة موقعة من طرف حوالي 800 شخص، يطالبون فيها بسحب الثقة من النقيب عبد الهادي بركة، بسبب ما أسمته العريضة «خيانته للأمانة واستغلال نقابة الشرفاء وفي تحقيق مكاسب مادية وسياسية». وأضافت ديباجة العريضة، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، أن بركة «عمل على الانقسام بين صفوف الشرفاء العلميين، وخلق الفرقة بين أبناء العمومة، وهذا ما أصبح يتطلب تدخلا فوريا من الجهات المسؤولة لسحب الثقة منه». وتأتي مطالب سحب الثقة من بركة بعد خلاف استمر لسنوات، حيث كان بركة في عين الإعصار، بعد اتهامات كثيرة باستغلاله موسم مولاي عبد السلام بن مشيش لأهداف سياسية وانتخابية، والتصرف في الهبات بطريقة شخصية وانفرادية. وتقول مصادر مطلعة في «جبل العلم» إن الأمر صار يتطلب فتح تحقيق عاجل جدا فيما يخص مسألة الهبات، وأن هناك العشرات من الأشخاص الذين توزع عليهم الهبات من دون أن يستحقوا ذلك، ومن بينهم أشخاص أغنياء أو من ذوي مشاريع خاصة، من بينهم أشخاص يمتلكون سيارات فارهة. وأشارت هذه المصادر إلى أن فقراء المنطقة لا يتلقون أحيانا أكثر من 20 درهما، في حين أن شخصا يمتلك سيارة رباعية الدفع تلقى مؤخرا مبلغ 3000 درهم، كجزء من هبة ملكية مخصصة للسكان الفقراء. من جانبه يقول عبد الهادي بركة، إن ما يقوم به لا يتناقض مع القوانين، وأن ذلك يتلاءم مع طبيعة الظهير الذي يتوفر عليه. ووفق عدد من الوثائق التي حصلت عليها «المساء»، فإن هناك نقاط ظل كثيرة فيما يخص تسيير دواليب ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام، من بينها طريقة التصرف في الهبات، وأيضا فيما يسميه السكان «الاستغلال السياسي والانتخابي للضريح». وكان الشرفاء العلميون قد وجهوا من قبل التماسا إلى الملك محمد السادس، يرجون فيه مساعدة لطلبة العلم في الضريح، من حفظة القرآن وطلاب العلوم الشرعية، وعددهم 71 طالبا. ويقول السكان إنه بعد 10 أيام فقط توصل السكان بهبة ملكية قدرها 71 مليونا، مخصصة لطلاب العلم الشرعي. وقال مصدر من المنطقة إن الهبة الملكية وصلت بطريقة واضحة، حيث كانت تشتمل على 71 مظروفا، وكل مظروف به مليون سنتيم، حيث كان واضحا أن كل مظروف مخصص لطالب علم، غير أن توزيع الهبة، يقول المصدر، تم بطريقة غريبة، وذلك عندما استفاد منها 9 أشخاص فقط، وعدد منهم لا علاقة لهم لا بطلب العلم ولا بالمنطقة عموما، وفق ما قاله السكان. وتعرف عملية وصول الهبات إلى المنطقة حدوث أجواء تشنج كبيرة، حيث يعمد السكان إلى الاحتجاج على الطريقة التي تصل بها، حيث أصبحت تصل إلى منزل بركة عوض مقر الضريح، وتتكرر أجواء التشنج الأمني مرة في الأسبوع، خصوصا أن الهبات أصبحت تصل كل أسبوع، حث يتوصل الشرفاء بهبة ملكية بمقدار عشرة ملايين سنتيم كل أسبوع. وفي الوقت الذي ينتظر تحرك الجهات المسؤولة من أجل إنهاء أجواء التشنج بجبل العلم، فإن السكان يتخوفون من استمرار الحال على ما هو عليه، خصوصا في ظل اقتراب موعد الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية الصيف المقبل، حيث تحول تسيير الضريح، حسب السكان، إلى طريقة لحشد التأييد السياسي والانتخابي للنقيب بركة أو الذين يدعمهم.