سكان جماعة تازروت يتهمون النقيب باختلاس الهبات... واحتجاجات تطالب برحيله وتندد ب"تدنيس المقام"! خاص - طنجة تلغرام تعيش قيادة بني عروس، التابعة لإقليم العرائش، طيلة 5 أسابيع، على وقع صدامات طاحنة، بين سكان جماعة تازروت، التي يتواجد على ترابها ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، ورئيس جماعة بني عروس، نقيب "الشرفاء العلميين"، وذلك بعدما اتهم سكان جماعة تازروت النقيب، بعدم منحهم نصيبهم من الهبات الملكية المرسلة إلى ضريح مولاي عبد السلام، ويتهمونه باستغلال الهبات الملكية في أغراض سياسية.
وحسب بعض سكان جماعة تازروت، فإن أصل المشكل راجع إلى تراكم الخلافات منذ 2005، عندما قرر نقيب الضريح، عبد الهادي بركة، أن يحدث ما أسماها ب"لجنة وطنية"، لتقسيم الهبات الملكية على ما يصطلح عليهم ب"الشرفاء العلميين"، بمختلف أنحاء المغرب، وهي اللجنة التي لم تنل قبول سكان جماعة تازروت، الذين وصفوها ب"غير القانونية"، مدعين أنها تأسست بدون رقابة ولا طلب من أي من "الشرفاء"، وبدون تشاور معهم، قبل أن يتفاقم المشكل عقب تولي النقيب لرئاسة جماعة "بني عروس" – والتي تحمل نفس اسم القيادة- إذ اعتبرت تلك المرة الأولى التي يتولى فيها نقيب "الشرفاء العلميين" منصبا سياسيا، وحسب مصادر مقربة من رئيس جماعة تازروت، فإن النقيب عبد الهادي بركة، الاستقلالي التوجه، أصبح "يقصي" –على حد وصف المصدر- جماعة تازروت وفرقة "وراء الظهر" المنتمية لها، من العناية أو الإعداد لزيارات المبعوث الملكي، ويضيف المصدر ذاته، أن النقيب أضحى يمنح نصيب الأسد من الهبات الملكية للمناطق الواقعة تحت تسيير الاستقلاليين.
وحسب مصادر "طنجة تلغرام"، فقد تفاقم المشكل بشكر كبير بعد سلسلة هبات ملكية أسبوعية، يرسلها الملك إلى الضريح بواسطة مبعوث شخصي، تقدر قيمة كل هبة ب10 ملايين سنتيم، وترسل يوم الجمعة من كل أسبوع، لمدة سبعة أسابيع –وهي مستمرة إلى حدود اللحظة-، وحسب سكان جماعة تازروت، فإن النقيب رفض تقسيم هذه الهبات على الساكنة، خاصة بعد مطالبات من فرقة "وراء الظهر" التي تضم جماعة تازروت وتشمل 18 دوارا، والبالغ عدد سكانها حوالي 2250 نسمة، (بعد مطالبات هذه الفرقة) بتغيير آلية تقسيم الهبات، عبر الأخذ بعين الاعتبار عدد السكان، وليس الفرق، تحت حجة أن نصيب الفرقة السابق ذكرها، تناله فرقة أخرى لا يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة مثلا، مما يخلق فرقا شاسعا في نصيب كل فرد من الفرقتين.
وحسب ذات المصادر، فإن النقيب احتفظ بالهبات الملكية لنفسه، بل عمد ابنه – الذي لا يملك أي صفة- إلى كسر صندوق الهبات العامة عنوة، ونقله إلى مكان مجهول، وحسب صور وفيديوهات خاصة، حصلت عليها "طنجة تلغرام"، فقد كان ابن النقيب، والمدعو نبيل بركة، معززا بعاشر من السلطة المحلية، ومن بينهم القائد والخْليفة وعناصر من الدرك الملكي، كما تضيف مصادر الجريدة، أن ابن النقيب حاول كسر صندوق جديد وضعته الساكنة، لتنطلق موجة من الاحتجاجات المنددة بما أسمته الساكنة "تدنيس مقام مولاي عبد السلام" و"استغلال أموال الهبات لأغراض سياسية وتصفية حسابات"، وتسببت الاحتجاجات في إصابة العشرات بإصابات طفيفة، فيما أصيب المدعو سعيد الوهابي إصابات بالغة على مستوى الظهر واليد والخصية والوجه، أدت إلى إغمائه ونقله على وجه السرعة إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان، كما أدت الاشتباكات – حسب مصادر عليمة- إلى إلحاق أضرار ذاتية ببعض الموالين للنقيب، وكذا إتلاف واجهة سيارته.
وعمد سكان جماعة تازروت إلى الاحتجاج بكثافة، ورفع شعارات منددة بتصرفات النقيب وابنه، وقد حصلت الجريدة على فديوهات تظهر ضخامة تلك الاحتجاجات، كما أصر المحتجون على الاعتصام أمام مسكن النقيب عبد الهادي بركة، إلى حين قدوم المبعوث الملكي، إذ شرحوا له الموقف وطالبوا بتدخل حاسم، كما طالبوا بفتح تحقيق من طرف وزارة الداخلية، وبالرحيل الفوري لعبد الهادي بركة عن منصب "النقيب"، وتضيف ذات المصادر أن المبعوث الملكي أعاد توزيع الهبات الملكية السابقة، مع إضافة نصف العشر على النصيب المعتاد لفرقة "وراء الظهر"، نزولا عند المطالب الملحة للساكنة، غير أن السكان لم يخفوا قلقهم من أن يكرر النقيب ما قام به سابقا بعد قدوم الهبات الملكية خلال الأسابيع القادمة.
ويؤكد مسؤول رفيع المستوى من الجماعة القروية لتازروت، أن احتجاجات الساكنة لم تكن مدفوعة برغبتهم في أخذ نصيبهم المادي من الهبات، بل إنها اعتبرت تصرفات النقيب "تعديا على حرمة المقام، ومسا لكرامة السكان" على حد وصف المصدر.
وحسب بعض المصادر الجماعية من تازروت، فإن الظهير الشريف الذي نصب بموجبه عبد الهادي بركة، كنقيب ل"الشرفاء العلميين"، لا يمنحه الحق في تقسيم الهبات، وإنما فقط إثبات النسب للعلميين.
وقد حاولت "طنجة تلغرام"، مرارا وتكرارا، الاتصال بالرقم الشخصي لعبد الهادي بركة، وبرقم مكتبه الخاص، كونه يوجد خارج مدينة طنجة، إلا أنها لم تلق أي رد.