أوقف مهاجم الوداد يونس حواصي نزيف «الحمراء» حين تمكن من تسجيل ثلاثية في مرمى حارس أولمبيك خريبكة هشام علوش، أعادت الهدوء إلى مدرجات الوداد التي صبت غضبها على اللاعبين واتهمتهم بالتهاون في أداء الواجب قبل أن يقدم حواصي شهادة البراءة وحسن السيرة والأداء لزملائه، على الرغم من أن المدرب بينيتو فضل الاحتفاظ به على كرسي البدلاء إلى غاية انطلاق الجولة الثانية. في حواره مع «المساء» أكد حواصي أن الانتصار على أولمبيك خريبكة مهم جدا، لأنه يصالح الفريق مع جمهوره، وأضاف أن عدم ظهوره بمظهره كهداف يرجع للفترة التي قضاها في ليبيا والتي أثرت على مردوده، مشيرا إلى أهمية المباراة القادمة أمام فريقه السابق المغرب التطواني. - بعد أن غياب عن الأضواء يستعيد الحواصي شهية التهديف ويسجل ثلاثية في مرمى أولمبيك خريبكة، هل كنت واثقا من قدرتك على تخليص الوداد من مأزق الاستعصاء؟ من خلال الحصص التدريبية التي سبقت مباراتنا ضد أولمبيك خريبكة، كنت أعلم أن المدرب بينيتو سيعتمد علي كأساسي أو كاحتياطي، لأنني لمست ذلك في التداريب وكنت عازما على أن أكون في الموعد كما يقال ولا أضيع هذه الفرصة، لاسيما وأن الجمهور كان غاضبا وكنا نسعى جاهدين من خلال حديثنا في المستودع على إنهاء حالة الجفاف والانتصار مهما كان الثمن، رغم أن الخصم اعتاد أن يجري مباريات كبيرة في الدارالبيضاء ووضعه الحالي لم يكن يسمح له بالخسارة، لهذا كان للفوز طعم خاص. - طعم خاص ربما لأنك غيرت مجرى المباراة بعد أن التحقت في بداية الجولة الثانية وكان البياض سيد الموقف؟ كنا نعلم أنه كلما استمر البياض إلا ويزداد الضغط على اللاعبين، وأن السبيل الوحيد لمصالحة الجمهور هو الانتصار، دخلت المباراة في بداية الجولة الثانية، وأقحمني المدرب كقلب هجوم مع وضع اللاعب لكحل في الجهة اليسرى، وبتعاون من زملائي تمكنت من تسجيل ثلاثة أهداف في الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن ضياع ضربة جزاء من طرف ياسين سيجعلنا نتوقف عن الهجوم ونصاب بإحباط، لكن المدرب بينيتو حثنا على الاستمرار في الهجوم لأنه لا يريد أن تراجع إلى الوراء مهما كانت النتيجة، وفعلا عدنا إلى الهجوم وسجلنا ثلاث أهداف غالية لأنها جاءت في ظرف صعب. المدرب بينيتو احتفظ بقلبي هجوم في كرسي البدلاء وهما ياجور والحواصي وأشرك في الجولة الأولى لكحل كرأس حربة، ما رأيك في هذا الاختيار التكتيكي؟ أولا المدرب بينيطو حديث العهد مع الفريق، أعتقد أنه بصدد البحث عن التركيبة المثالية، ففي الحصص التدريبية التي نقوم بها خلال الأسبوع يجري المدرب مجموعة من التعديلات على خططه، فهو يحاول أن يبحث عن التشكيلة القادرة على تطبيق أفكاره، لهذا علينا أن نحترم آراءه لأنه هو من يحاسب في نهاية الأمر، وبالنسبة لتشكيلة الجولة الثانية فقد مكنته رغم التعادل السلبي من التعرف أكثر على الخصم وقراءة خطته، وعلى هذا الأساس بنى خطته في الشوط الثاني والحمد لله تحقق الفوز. - ما السبب في عدم تألق الحواصي في المباريات السابقة وتحوله إلى لاعب احتياطي، رغم أن النادي تعاقد معك لتكون هدافا للفريق وليس قطعة غيار بديلة؟ السبب هو الفترة التي قضيتها في ليبيا مع النادي الأهلي والظروف السياسية الصعبة التي عرفها البلد، مما أوقف البطولة والتداريب وجعل البلاد تعيش في احتجاجات يومية، مستحيل على أي لاعب التدريب في جو لا تسمع فيه إلا الرصاص، إذن التجربة الاحترافية في ليبيا حطمتني، لأنها حرمتني من اللعب لمدة ثلاثة أشهر، إضافة إلى المشاكل الأخرى المتعلقة ببطاقة المغادرة الدولية فالاتحاد الليبي كان مغلقا تماما وكان من المستحيل الاتصال به، مما أضاع وقتا طويى في المفاوضات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، ثم من الصعب على مدرب أن يشرك لاعبا غاب لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر عن التنافس، هذه أهم مشكلة واجهتها بعد التحاقي بالوداد، لكن الحمد لله حاولت أن أتدارك الأمر الآن بمضاعفة المجهود البدني في الحصص التدريبية، وأعد الجمهور الوداد الكبير بالاشتغال أكثر من أجل العودة إلى التهديف إن شاء الله. - هل اقتنع المدرب بينيطو بضرورة الاعتماد على دوي الاختصاص في مركز قلب الهجوم؟ لا أستطيع الجواب على هذا السؤال، ربما المدرب هو من يكملك القدرة على الرد، لكن في جميع الحالات فالمدرب حديث العهد بالفريق، وربما اطلع على اللاعبين من خلال أشرطة المباريات التي خاضها الوداد في مختلف المنافسات، الآن هو بصدد التعرف على كل لاعب ومع مرور الوقت سيجد الوصفة الملائمة، لأنه ليس من السهل تغيير مدرب بآخر دون أن تتأثر النتائج. - تنتظر الوداد مباراة قوية بتطوان أمام المغرب التطواني، كيف تفكر في هذه المواجهة التي ستجمعك بفريقك السابق؟ الاستعداد لمباراة تطوان بدأ كما لاحظت مباشرة بعد انتهاء المواجهة أمام أولمبيك خريبكة، حيث أجرينا حصة تدريبية في مركب محمد الخامس، أظن أن المباراة القادمة أمام المغرب التطواني لا تختلف كثيرا عن بقية المباريات لأننا مطالبون بالانتصار في جميع المواجهات إذا كنا نعتزم فعلا العودة إلى الصدارة، لكن إذا عدنا بنتيجة إيجابية من ملعب سانية الرمل وتعثر الفتح الرباطي فإننا سنعيد للبطولة الحماس من جديد، لقد قضيت ثلاث مواسم رفقة الفريق التطواني وتربطني به علاقة ممتازة، لكن حين أحمل قميص الوداد سأبذل كل ما في وسعي من أجل إسعاد جماهيره، فأنا في نهاية المطاف لاعب محترف أحترم التزاماتي. - أين تكمن قوة المغرب التطواني؟ قوة الفريق في طموح العناصر الشابة التي يتكون منها، المسؤولون والمدرب العامري يعتمدون على أبناء النادي بنسبة كبيرة، لديه عناصر تلعب أول موسم لها في القسم الأول، وما تحقق لحد الآن جيد. - في رصيدك الآن أربعة أهداف، هل تتطلع للفوز بلقب هداف البطولة في أول موسم احترافي؟ «شكون كره»، لكن لقب الهداف يكون له طعم حين يقترن بنتائج الفريق، هدفي الأول هو المساهمة في عودة الوداد إلى صدارة الترتيب أن يتحول إلى منافس كما كان في بداية البطولة، أما الهدف الثاني هو ضمان مكان رسمي في التشكيلة وهو الذي يؤهلني للمنافسة على لقب الهداف، لكن لابد من التأكيد على دور زملائي في الفريق فتسجيل هدف لا يتم بإرادة الهداف وحده بل بتظافر جهود جميع اللاعبين ومساندة الجمهور. - على ذكر الجمهور، لوحظ أنه غاضب من اللاعبين حيث ظهرت في المدرجات لافتات تدعوكم إلى المزيد من الجهد؟ من حق الجمهور الودادي أن يغضب وأن يعاتب اللاعبين بطريقة حضارية، فالمتفرج يؤدي ثمن التذكرة وينتقل إلى الملعب ويرافق فريقه في جميع التنقلات، ويريد فقط أن يفرح بالانتصار وهذا حق مشروع، بهذا الفوز أظن أننا نصالح جمهورنا وإن شاء الله سنعمل كل ما في وسعنا من أجل إسعاده، لأننا نقدر تضحياته، لكن عليه أن يتعامل مع التحول الجديد في الإدارة التقنية بنوع من الليونة وأن يعرف بأن المدرب بصدد إجراء تغييرات على التشكيلة. - ما الفرق بين دوكاستيل وبينيتو؟ دوكاستيل مدرب كبير قدم للوداد خدمات كبيرة، ورافق الفريق في أصعب المراحل خاصة على مستوى عصبة الأبطال الإفريقية، لكنه لم يصمد أمام الضغط لأن جمهور الوداد يريد النتائج الآنية، وهو الذي وصل إلى نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، أما المدرب الحالي بينيتو فيريد بناء فريق وهو ما تطلب منه مجهودا كبيرا ويتطلب من الجمهور الاقتناع بما يريده، فليس من السهل مع فريق كبير من حجم الوداد أن نتحدث عن بناء مستقبلي لأن الجمهور يريد النتائج والبناء في نفس الوقت.