أجمعت توصيات اليوم الدراسي حول مستقبل كرة القدم المغربية بعد انتكاسة الغابون 2012 على حجم الصدمة التي عاشها الشعب المغربي بعد خروج المنتخب من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وأكدت أن أزمة الفريق الوطني جزء لا يتجزأ من أزمة كرة القدم المغربية، التي تعيش على حد المشاركين في الملتقى أعراض الإخفاق منذ سنين. وأشارت التوصيات إلى ضرورة الكشف عن مسببات التراجع بالرغم من الميزانية الضخمة المخصصة للمنتخب المغربي، فترة تعرف حراكا اجتماعيا وسياسيا. كما دعت إلى رفع سؤال «أي مستقبل لكرة القدم المغربية إلى الأحزاب السياسية التي يتحتم عليها مساءلة الذات حول علاقتها بالحركة الرياضية». وطرحت المداخلات مجموعة من الحلول الرامية إلى إعادة «إعمار الكرة المغربية» بالاعتماد على الكفاءات الوطنية وبناء الهرم على أسس صحيحة مع إشراك العصب الجهوية وإلزامها بسن سياسة القرب والتكوين الإلزامي للأطر وفق منظومة بيداغوجية موحدة، وفتح حوار مع المؤسسات الاقتصادية والتجارية المحلية والجهوية والوطنية، على أساس سن قوانين دعم مالية شفافة لإنجاح هذا التفاعل ما بين الخلايا الرياضية القاعدية ومراكز ومصادر التمويل، والتعجيل بإنشاء معهد للأبحاث في مجال كرة القدم عهد لكل من عبد الرحمن السليماني والحكم السابق معزوز بالإشراف عليه في أفق إعداد نظامه الداخلي. وتناوب على منصة الخطابة كل من سعد أقصبي رئيس الأكاديمية الذي قدم أسباب نزول الندوة والهدف منها، وعبد الرحمن السليماني الذي تحدث في الشق التقني عن مواطن الخلل في المنظومة الكروية، والحاج بنزاكور الرئيس السابق للمغرب الفاسي الذي أثنى على البعد التشاركي في علاج الأزمة، ومحمد لبيض الحارس السابق للمنتخب المغربي الذي دعا الحاضرين إلى حصر نقاشهم حول الدواء لأن «الداء معروف»، والإعلامي أحمد صبري الذي تحدث عن القطيعة بين السياسي والرياضي وحمل جزءا من مسؤولية الإخفاق للصحافة الوطنية، كما انتقد ودادية المدربين واعتبرها «متواطئة». وتدخل كل الباحث عبد الحفيظ العمري الذي اعتبر أزمة الكرة المغربية جزء من أزمة بنيوية للرياضة الوطنية، ودعا إلى التصدي لما أسماه باللاعب المحترف، فيما ركز الإطار الوطني حسن مومن على أن الكرة المغربية تعيش على إيقاع التواضع وأن انتصارا صغيرا يكفي لإخراج الشعب إلى الشارع للاحتفال، ووصف فائض اللاعبين المغاربة المحترفين بالنعمة التي في طيها نقمة، داعيا في الوقت نفسه إلى خلق خلية تقنية دائما تساعد الجامعة على وضع الكرة المغربية تحت المجهر. وقدم نجل حسن أقصبي دراسة مقارنة بين تدبير الكرة المغربية والإسبانية، وتحدث عن الطرق الحديثة والحكامة الجيدة، داعيا أصحاب القرار إلى الانفتاح على الشباب وعلى الذاكرة المغربية. وفي ختام هذا اليوم الدراسي تم تكريم الحاج عبدالجليل مكوار المسير السابق لفريق سطاد المغربي لكرة القدم و الاداري بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لمدة 45 سنة، كما أجريت مباراة في كرة القدم جمعت بين جمعية صداقة ورياضة و فريق الصحافة الرياضية انتهت بإصابة لصفر لفائدة اللاعبين الدوليين القدامى من توقيع حميد خراك.