اعتقلت عناصر مكافحة الإرهاب الإسبانية فجر يوم أمس الخميس ثمانية مغاربة، أغلبهم من مدينة طنجة، خلال عملية سرية ضد «الإرهاب الجهادي» أطلق عليها اسم «أماط» بكل من مدن برشلونة ومدريد الجزيرة الخضراء. ووفقا لمصادر إسبانية، فإن الاعتقالات تأتي في إطار ملاحقة عناصر مغربية يشتبه في كونها سهلت عملية فرار خمسة أفراد يزعم ضلوعهم في تفجيرات 11 مارس 2004 في مدريد. ووفقا لبلاغ الشرطة الإسبانية، فإن المعتقلين الثمانية من جنسية مغربية، ستوجه إليهم تهمة «دعم متطرفين إسلاميين من تنظيم القاعدة والتستر عليهم، بمن فيهم بعض المشاركين في تفجيرات قطارات مدريد. ويقول البلاغ إن المعتقلين الثمانية قاموا بإيواء وإخفاء عناصر فارة بعد تفجيرات مدريد، من بينهم محمد العربي بن سلام، وداود أوحنان، ومحمد أفالة، وعثمان منيب، وعبد الإله حريز المعتقل حاليا بالمغرب. ووفق مصادر مطلعة، فإن المعتقلين الثمانية هم: مولاي هشام إدريس هاشم، وهو من مواليد مدينة مراكش، ومولاي إدريس بنموسى المزداد ببركان، ويوسف بنموسى، وهو من مدينة طنجة، ويبلغ من العمر 23 سنة، وبلال بنموسى، من مدينة طنجة كذلك، وعبد العزيز العاقل، وهو من قرية خميس أنجرة، التابعة لعمالة الفحص أنجرة، وفؤاد ادكيكر، ومصطفى الفيلالي المولود بطنجة، ومحمد بنحساين. ومازالت التحقيقات الأمنية الإسبانية جارية رغم الاعتقالات السابقة التي تمت خلال عملية «دجلة»، التي تمكنت فيها السلطات الإسبانية من «تفكيك خلية إرهابية» على حد قولها، وهي الخلية التي كانت مسؤولة عن التأطير، والتجنيد، والتمويل، وإرسال الجهاديين إلى العراق. وتم تنفيذ عملية «أماط» تحت قيادة المحكمة المركزية وبعد تعليمات الغرفة الخامسة التابعة للمحكمة الوطنية التي يشرف عليها قاضي الإرهاب بالتاثار غارثون. وانطلقت الاعتقالات في صفوف المغاربة بمنطقة ثيردجانيولا ديل فاليس، وسانتا كولوما دي وبادالونا بإقليم برشلونة، فيما تزامنت مع اعتقالات أخرى بالعاصمة الإسبانية مدريد والجزيرة الخضراء، حيث تم تفتيش شقق المعتقلين مع حجز بعض الأدلة. في نفسي السياق، أوضحت مصادرنا أن الاعتقالات الأخيرة جاءت بعد يومين فقط من زيارة فرانسيسكو خافيير فيلاسكيث، المدير العام للشرطة والحرس المدني الإسباني، ونظيره الفرنسي فريديرك بيشنار، المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية للمغرب، حيث عقدا اجتماعا مع المدير العام للأمن الوطني الشرقي أضريس، وهو اللقاء الذي صرح بخصوصه المدير العام للأمن الوطني الفرنسي بأنه جاء للتطرق «للمشاكل التي تواجهها البلدان الثلاثة في ما يتعلق بالإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وكذا الهجرة السرية»، واصفا مستوى التعاون الأمني بين هذه البلدان ب«الممتاز»، فيما أكد من جهته، المدير العام للأمن الإسباني أن «البلدان الثلاثة تعمل معا وبطريقة فعالة لتعزيز التعاون الأمني».