قال سمير كودار، المرشح الوحيد في مواجهة مصطفى الباكوري على قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، إنه اختار الترشح لمنصب الأمين العام لحزب «البام» لينهي سياسة الإنزال في اختيار الأمين العام الجديد، مضيفا أن ضغوطات عديدة مورست على عدد من الأسماء القوية داخل الحزب حتى لا تقدم ترشيحها في مواجهة الباكوري. وأوضح كودار أن «كل الظروف كانت مهيأة سلفا ليكون الباكوري مرشحا وحيدا لقيادة الحزب، وهو أسلوب عهدناه انتهى إلى غير رجعة بعد الربيع العربي وبعد الدروس والعبر التي استخلصها الحزب من المرحلة التي تلت الانتخابات التشريعية الأخيرة». وأضاف كودار، الذي يعتبر من شباب حزب الأصالة والمعاصرة والكاتب الإقليمي للحزب بآسفي، أنه لا يشك مطلقا في حنكة وكفاءة الباكوري في المجالات المهنية التي اشتغل فيها وتحمل فيها المسؤولية. لكن قيادة حزب تقتضي إلماما من الداخل بآليات اشتغال التنظيم الحزبي، وأن الإكراهات التنظيمية والسياسية التي يعيشها الحزب تستلزم وجود شخصية على إلمام تام بالقضايا الداخلية للحزب.غير أن «الباكوري للأسف لا يتوفر على شروط قيادة الحزب لكونه شخصا ظل منذ تأسيس الحزب وحركة لكل الديمقراطيين يعيش خارج التنظيم الحزبي وليس داخله» يقول كودار. وأكد المتحدث ذاته أن أسماء قيادية عديدة تتوفر على كل مقومات قيادة الحزب كانت تنوي الترشح لمنصب الأمين العام، لكن ضغوطا كبرى مورست عليها حتى يبقى الباكوري مرشحا وحيدا، قبل أن يشير إلى أنه حتى صناديق التصويت على الأمين العام الجديد لم تكن متوفرة لوجود استعداد قبلي بعدم وجود مرشحين آخرين بجانب الباكوري، وهو «أسلوب كان على قيادة الحزب تجاوزه لأن السياقين الوطني والعربي تجاوزاه، وسياسة المرشح الوحيد المتفق عليه يجب دفنها إذا أراد حزب الأصالة والمعاصرة فعلا دفن الماضي والاتجاه إلى بناء أداة حزبية حداثية كفيلة وقادرة على استرجاع ثقة الشارع المغربي»، على حد تعبيره. وكشفت مصادر ذات صلة أن عددا من الأسماء القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة كانت تنوي الترشح لمنصب الأمين العام الجديد خلفا لمحمد الشيخ بيد الله قبل أن تمارس عليها ضغوطات قوية جعلت حظوظ مصطفى الباكوري تكبر وتتسع في الظفر بكرسي قيادة حزب «البام». وقالت مصادر متطابقة إن كلا من فاطمة الزهراء المنصوري وحكيم بنشماس وآخرين كانت لديهم رغبة شخصية في الترشح قبل أن يتم التوافق على «فسح الطريق» أمام مصطفى الباكوري ليكون مرشحا وحيدا نحو قيادة الحزب، قبل أن يقدم سمير كودار ترشيحه ويتشبث به، مما خلق ارتباكا في بادئ الأمر وسط أشغال المؤتمر قبل الإعلان رسميا عن فوز الباكوري بفارق أصوات كبير ويكون الأمين العام الجديد الذي سيقود حزب الأصالة والمعاصرة في المرحلة السياسية المقبلة.