ظل أزيد من 100 معتمر من مدينة أكادير محاصرين في منطقة العبور بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء لأزيد من ثماني ساعات دون أكل ودون أن يتم الانتباه إلى مطالبهم من طرف إدارة المطار، إذ تم تجاهلهم رغم أن أغلبيتهم من المسنين ومن بينهم مصابون بأمراض مزمنة كالسكري تفرض عليهم تناول وجبات في أوقات محددة. وذكر بعض العالقين، في إفادات متطابقة، أن المعتمرين الذين كانوا متجهين نحو أكادير نزلوا بمطار محمد الخامس، حوالي الثامنة من صباح السبت الماضي، قادمين من مطار جدة بالمملكة العربية السعودية بعد قضاء عمرة المولد النبوي، في انتظار الطائرة التي ستقلهم إلى مطار المسيرة بمدينة أكادير، إذ ظلوا محاصرين بمنطقة العبور الدولية إلى حدود الساعة الرابعة من مساء اليوم ذاته دون أكل ودون التمكن من الخروج لاقتناء حاجياتهم، ورغم مناشداتهم لبعض المسؤولين بالمطار فإنه تم تجاهلهم بشكل أثار حفيظتهم، إذ تمت مواجهتهم بأن الأمر يتعلق بعطلة نهاية الأسبوع ولا يوجد المسؤولون بالمطار. وقد ظهرت علامات الإعياء على بعض المسافرين من ذوي الأمراض المزمنة، كما أن الكشك الوحيد الموجود بمنطقة العبور لا يتوفر على أية مواد غذائية، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد التي يتم بيعها بهذه المنطقة، إذ اضطر مجموعة من المسافرين إلى اقتناء قنينات الماء بمبلغ 25 درهما. وذكر أحد المسافرين الذين عاينوا فصول هذه المعاناة أن بعض رجال الشرطة استنكروا بدورهم الحالة التي ترك عليها هؤلاء المعتمرون، بل إن بعضهم رق لحالهم وعبر عن استنكاره لسلوك الإدارة تجاه هؤلاء المسافرين. وفي السياق ذاته، ذكر أحد المعتمرين أن الأمر لم يقتصر فقط على الحصار الذي عاشوه لأزيد من ثماني ساعات، بل إنهم لم يتوصلوا بعد بأمتعتهم، ذلك أنه إلى حدود ظهر الأحد الماضي لم يتمكنوا من التوصل بأمتعتهم رغم الإشعارات التي وجهوها إلى إدارة المطار وهو ما خلف أجواء من الاستياء في صفوف المعتمرين، الذين جاؤوا محملين بالعديد من الهدايا لأسرهم إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل جراء هذه الظروف غير العادية التي وصلوا فيها إلى أرض الوطن, وناشدوا الجهات المعنية بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء.