قدم الوداد البيضاوي خدمة كبيرة لغريمه التقليدي الرجاء بعدما نجح في كبح جماح «الزحف» الفتحي وإيقاف مسلسل النتائج الإيجابية التي حققها منذ بداية البطولة، بعدما أرغمه على التعادل والاكتفاء بنقطة واحدة في المباراة التي احتضنها المجمع الأميري بالرباط لحساب فعاليات الجولة ال 17 من منافسات البطولة «الاحترافية». وفرض الوداد على متصدر الترتيب العام للبطولة اقتسام نقاط المباراة التي شهدت غيابات وازنة في صفوف الفريقين أبرزها الزويدي وكوليبالي ومونشاري من الجانب الفتحي بداعي الإصابة، في الوقت الذي غاب فيه عن صفوف الفريق البيضاوي كل من معاوي والحواصي وبنكجان لاختيارات المدرب الاسباني فلورو بينيتو، والمدافع أيوب الخالقي بسبب عدم شفائه بشكل كلي من الإصابة التي ألمت به في فترة سابقة. وتابع أطوار المباراة من المنصة الشرفية، البلجيكي إيريك غيريتس، مدرب المنتخب الأول الذي لم يفوت بعض أفراد الجمهور الفرصة دون إبداء تذمرهم من مشاركته المخجلة مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا بالغابون. وبالعودة إلى أطوار المباراة التي تابعها عدد قليل من الجمهور لم يتجاوز 2500 متفرج، فإن المؤدى العام التقني لم يرق إلى المستوى المطلوب نتيجة الصرامة التكتيكية للنهج المتبع من طرف مدربين كانا يرغبان في تفادي الهزيمة قبل البحث عن النقاط الكاملة للمواجهة، مما جعل القمة لا تفي بوعودها بعدما تمركز الصراع بشكل كبير في وسط الميدان. وكان الفريق البيضاوي قريبا من افتتاح حصة التسجيل بواسطة اللاعب جواد ايسن بعد 22 دقيقة على صافرة البداية حينما جانبت تسديدته مرمى الحارس عصام بادة، وهو ما قابله المحليون بمحاولة كادت تصيب الشباك دقيقة واحد بعد انطلاق الجولة الثانية عن طريق تسديدة قوية لصاحب الاختصاص محمد بنشريفة تصدى لها بصعوبة الحارس لمياغري. وأوضح جمال السلامي، مدرب الفتح الرباطي، أن النقطة التي حصدها فريقه أمام الوداد تبقى غاية في الأهمية بالنظر إلى كون المواجهة حكمت بالاصطدام بقوة الفريق البيضاوي، مبرزا أن فريقه لعب بطريقة جيدة وأنه راض على الأداء الذي قدمته عناصره. ورفض السلامي الكشف عن نواياه في الفوز بلقب البطولة بعدما أكد خلال الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة أنه لا زال في طور بناء فريق قوي وتنافسي رغم تحقيق مجموعته للعديد من النتائج الايجابية التي جعلته يتصدر الترتيب العام المؤقت للبطولة، قبل أن يختم قائلا:» عناصر الفريق لم تصل بعد النضج الكافي بدليل أنهم لا يتحكمون في مجريات المباراة، وعليه فاحتلال إحدى الرتب الثلاثة الأولى سيكون شيئا جيدا». من جهته، أكد فلورو بينيتو، مدرب الوداد البيضاوي، أن فريقه ضيع الفوز خلال الجولة الأولى بعدما نجح في خلق العديد من الفرص السانحة، والتي قال إنها لم تستثمر على نحو جيد، وتابع متحدثا:» لقد فطن منافسنا خلال الجولة الثانية للأمر ما جعله يمارس الضغط علينا بغية مباغتنا وقد كان قريبا من مفاجئتنا بهدف». وأوضح أن فريقه لعب شوطا أول جيدا والثاني كان للفتح الذي قال إنه كان أكثر تنظيما، قبل أن يضيف:» عموما حصلنا على تعادل خارج الميدان أمام فريق يتصدر الترتيب العام البطولة وهي نتيجة تبقى إيجابية».