دون أدنى حرج، هاجم البلجيكي إيريك غيريتس المدربين المغاربة، ووصف منتقديه بأنهم مدربون فشلوا في مهامهم، ويبحثون عن العودة إلى الواجهة، قبل أن يخلص إلى القول إنه ليس في حاجة إلى مساعد مغربي، وأن لديه الكثير من العروض التي لو قبلها لنال أكثر مما يحصل عليه مع المنتخب الوطني. أما لكي يؤكد غيريتس أنه بات خارج النص، فإنه قال إن لديه مشروعا سيخلق فرص عمل للمغاربة. من الواضح أن غيريتس فقد البوصلة، فهذا الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل ناس الكرة، يقول الشيء ويفعل نقيضه. عندما منحه المدربون المغاربة حيزا زمنيا كبيرا ليعمل بهدوء، ولم يوجهوا انتقاداتهم الشرسة له، لم ينطق بأي كلمة، غير أنه اليوم وبعد أن قاد المنتخب الوطني إلى إقصاء مذل، وتحدث المدربون عن أخطائه الفادحة، التي رآها المتتبع العادي قبل المختص أصبح هؤلاء المدربون فاشلون، مع أنه لم يمر في تاريخ المنتخب الوطني مدرب على هذه الدرجة من الفشل مع المنتخب في كأس إفريقيا. ربما لا يعلم غيريتس أنه لم يسبق للمنتخب الوطني أن أقصي بعد مباراتين، وربما لا يعلم أن هذا الفشل الذريع تحقق مع مدرب يحصل على أعلى راتب في إفريقيا وفي تاريخ الكرة المغربية وقيمته تصل إلى 250 مليون سنتيم. على ودادية المدربين المغاربة، التي يرأسها عبد الحق ماندوزا أن «تنتفض» دفاعا عن كرامة المدرب المغربي، وألا تبلع لسانها، فليس معقولا أن يعتبر مدرب نكرة في عالم تدريب المنتخبات المدربين المغاربة الذين انتقدوه بأنهم فاشلون، فقط لأنهم قالوا كلمة الحق، هل كان ينتظر غيريتس من المدربين أن يرموه بالورود وقد عاد يجر أذيال الخيبة بعد أن باع الوهم لملايين المغاربة. هذا في ما يخص المدربين، أما بالنسبة للمشروع الذي قال غيريتس إنه سيشغل المغاربة، فعلى السيد غيريتس أن يعلم أنه لم يأت للمغرب ليخلق فرص شغل للمغاربة، وإنما لقيادة المنتخب الوطني، علما أن من حق غيريتس أن يبدأ في الحديث عن المشاريع الاقتصادية وعن اقتناء إقامات خاصة، فالراتب السخي الذي يناله كل شهر من مالية المغاربة، يمكن له من خلاله أن يتحول إلى مستثمر كبير. للأسف، لقد أظهر غيريتس من خلال تصريحاته أنه لا يحترم المغاربة، فهو يقول إنه ليس في حاجة إلى مساعد مغربي بجانبه، وأن المدربين المغاربة الذين انتقدوه فاشلون، أما المصيبة الثالثة فهي عندما يقول إنه سيخلق مناصب شغل للمغاربة، كما لو أنه يوجه رسالة مشفرة مفادها أنه بأموال المغاربة سيشغل المغاربة. من حق غيريتس أن يقول ما شاء.. أن يطعن في كرامة المغاربة وأن لا يحترم المسؤولين وأن يقول إن إقالته أكبر من رئيس الجامعة، فالذين جاؤوا به وضعوا في يقينه أنه فوق الحساب.