قالت سوليداد فوينتس، خبيرة في قطاع العقار ومستشارة ببلدية ماربيا (جنوبإسبانيا)، إن قطاع العقار يعيش أزمة عالمية، لكن يبدو أن ماربيا تعد أقل المناطق تضررا من الأزمة، بحكم أن السياحة في ماربيا موجهة إلى الأثرياء. وأضافت فوينتس، في حوار مع «المساء»، أن عددا من المغاربة يأتون بسيارات فارهة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع أو العطلة الصيفية في ماربيا، و لا يعرف ما إذا كانوا رجال أعمال أم سياسيين، مبرزة أن هناك مغاربة يعيشون نصف شهور السنة في ماربيا، غالبيتهم في عقدهم الخامس. - هل يعيش قطاع العقار أزمة بماربيا على غرار ما تعرفه إسبانيا؟ < أعتقد أن قطاع العقار يعيش أزمة عالمية، لكن يبدو أن ماربيا تعد أقل المناطق تضررا من الأزمة التي يعرفها هذا القطاع بشبه الجزيرة الإيبيرية، بحكم أن السياحة في ماربيا موجهة إلى الأثرياء، وبالتالي فهذه الشريحة الاجتماعية لم تتأثر كثيرا بالأزمة الاقتصادية، وهو ما يعني أنها استمرت في اقتناء العقار بماربيا، ولاحظنا في الإحصائيات الأخيرة أن ماربيا هي المدينة الوحيدة في إسبانيا التي حافظ فيها قطاع العقار على نفس الأثمنة في الوقت الذي عرف فيه انخفاضا مهما في عدة مناطق من البلاد. - ماذا تقصدين بالضبط بسياحة الأثرياء في ماربيا؟ < سياحة الأثرياء تعني السياحة الموجهة إلى الطبقات التي تمتلك قوة اقتصادية مهمة وتستطيع شراء عقارات بثمن مرتفع، وهي الطبقات التي تأتي إلى ماربيا من أجل قضاء مدة غير قصيرة، أي تلك الشريحة التي لا تقضي فقط أسبوعين من العطلة في ماربيا ثم تغادر، وهذه الشريحة تقضي على الأقل فصل الصيف كله بمعية العائلة في ماربيا، وتساهم في الرواج الاقتصادي بالتوافد على المطاعم والمنتجعات السياحية التي نتوفر عليها. - هل تقصدين بهذه الشريحة البرجوازية الأوروبية أم الطبقات الغنية القادمة من بلدان الخليج العربي؟ < السياح يأتون من أوروبا، وحاليا يأتون من بلدان أوروبا الشرقية، خصوصا من روسيا ولتوانيا وأوكرانيا وبولونيا، ثم بلدان الخليج كما اعتدنا على ذلك، ثم بعض البلدان الأخرى مثل المغرب، لكن عددهم قليل. وجاءت إلى ماربيا 120 ألف سيارة جديدة خلال الأشهر الأخيرة، ونحاول أن نخلق حفلات للأغنياء لجلب سياح أكثر ومعارض للموضة تضم الماركات العالمية، ونحن دائما نركز على الطبقات الغنية وليس المتوسطة. - أليس في هذا إقصاء للسائح المنتمي إلى الطبقة المتوسطة؟ < السائح المنتمي إلى الطبقة المتوسطة يمكنه أن يأتي إلى ماربيا ويستمتع بشواطئ كوستا ديل صول، بيد أن غالبية المنتجعات والفنادق مخصصة للأغنياء. فيمكن أن نجد في المدينة شققا ب120 ألف أورو إلى 15 مليون أورو، فتوجهنا هو أن نركز على الأغنياء وهذا عمل صعب. - راج الحديث عن ماربيا باعتبارها المركز الرئيسي لسياحة الأغنياء في إسبانيا، هل يمكن الحديث عن منافسة من طرف مناطق سياحية أخرى؟ < لا أظن ذلك، لأنه إذا استمرت نفس وتيرة العمل يصعب ظهور مناطق منافسة لنا، خصوصا في جنوب أمريكا وميامي، لكن هناك مجموعة من الميزات التي تتمتع بها ماربيا ولا توجد في مناطق أخرى. - هل المغاربة يوجدون ضمن هذه الفئة من السياح؟ < نعم، لاحظنا أن عددا من المغاربة يأتون بسيارات فارهة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع أو العطلة الصيفية في ماربيا، ونعرف ذلك من ترقيم السيارات التي يأتون بها، لكنهم مازالوا غير مدرجين ضمن اهتماماتنا، لكننا نجهل كل شيء عنهم، لا نعرف ما إذا كانوا رجال أعمال أم سياسيين، وتعرفت على بعضهم شخصيا، لكننا لا نحصيهم، وهناك مغاربة يعيشون نصف شهور السنة في ماربيا، غالبيتهم في عقدهم الخامس، كأنهم يأتون لقضاء تقاعد مبكر في المدينة. - قدمت صور ة ايجابية جدا عن ماربيا، لكن ما نسمعه أن هذه المدينة هي أيضا مركز للدعارة والجريمة المنظمة في أوروبا، ما رأيك في هذا الوجه غير المشرق؟ < أعتقد أن هذه الصورة مفبركة من طرف وسائل الإعلام المدفوعة بلوبيات اقتصادية حاولت تشويه صورة ماربيا لصالح أغراض ومصالح خفية ومعلنة في الوقت نفسه، وهذه قناعة بالنسبة إلي، السياسيون الفاسدون موجودون في جميع المدن لكنهم يركزون على ماربيا أكثر، والشيء نفسه ينطبق على أنشطة المافيا وشبكات الدعارة، وهذه حملة منظمة. - من في صالحه القيام بهذا العمل في رأيك؟ < لا أعرف بالضبط، لكنها بعض اللوبيات السياسية والاقتصادية من أجل خلق مركز سياحي آخر للأغنياء، وربما عندما يفشل بعض السياسيين في الحصول على سلطة على ماربيا، فإنهم يبذلون جهدا من أجل تدميرها. - هل نفهم أنه ليست هناك دعارة في ماربيا؟ < الدعارة موجودة في كل مكان، لا أفهم لماذا التركيز على ماربيا عند الخوض في هذا الموضوع، لقد صارت الموضة عند الحديث عن هذه المواضيع هي التركيز على ماربيا، وأفهم أن ذلك يشكل مادة إعلامية تسيل لعاب وسائل الإعلام، بحكم أن عددا من المشاهير يعيشون في المدينة. - من هم أهم المشاهير الذين يملكون منزلا في المدينة ويعيشون هنا عدة شهور من السنة؟ < كثيرون مثل المغنيين الشهيرين خوليو إيغليسياس على ضواحي ماربيا، وأنطونيو بانديراس، وعدة سياسيين وصحافيين مشهورين أمثال خوسي ماريا أثنار الذي يملك بيتا في غوادالمينا، ولويس ديل أولمو، والممثلة الشهيرة لولا فلوريس التي عاشت أيضا سنواتها الأخيرة هنا، والأمر نفسه يسري على عدد من نجوم هوليود العالميين.