اعترف محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، بأن «الزلزال المالي» الذي يعرفه العالم الآن سيؤثر على القطاع السياحي لا محالة، وأضاف «إننا لسنا متشائمين ولا متفائلين، نحن واقعيون، وبذلك قررت الوزارة تكوين فريق عمل من القطاع العام والخاص من أجل إعطاء اقتراحات عملية لتجاوز هذه المرحلة وهذه الظرفية»، وأضاف أن الرهان بالنسبة للسنة القادمة هو تنشيط السياحة الداخلية بتحيين منتوج «بلادي» الذي يضم ثلاث محطات بالإضافة إلى محطة رابعة ستنضاف السنة القادمة. وكانت وزارة السياحة قد راجعت مؤخرا أهداف رؤية 2010 من حيث عدد السائحين الذي لن يتعدى 9.3 ملايين سائح مقابل 10 ملايين سائح التي كانت منتظرة قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية بداية شهر شتنبر الماضي، حيث توقعت المنظمة العالمية للسياحة تباطؤا للنمو السياحي العالمي إلى 4.1 في المائة مقابل 7 في المائة خلال الثلاث سنوات الماضية، لكن من حيث إيرادات السياحة خلال هذه السنة تتوقع وزارة بوسعيد أن تفوق 527 مليار درهم مقابل 480 مليار درهم المتوقعة سابقا. وفي نفس الإطار أكد حميد عدو، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، أن حملة دولية جديدة للترويج للسياحة المغربية ستنطلق ابتداء من هذا الأسبوع بالعديد من الدول، حيث ستمكن هذه الحملة الإعلامية من تدعيم حضور المغرب في الأسواق الأوربية السبع ذات الأولوية. وأضاف حميد عدو أن الحملة التواصلية تستهدف، زيادة على الأسواق الأوربية المعتاد التعامل معها، أسواق جديدة مثل سويسرا والسويد وبولندا والنرويج بل ستمتد الحملة إلى الشرق الأوسط ابتداء من السنة المقبلة. محاور الحملة الإعلامية الدولية لترويج الوجهة السياحية المغربية تم تقديمها يوم أول أمس خلال ندوة أقيمت بالدار البيضاء، حيث قام المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة بشرح الإعلان الإشهاري الذي يحمل في طياته رسالة رئيسية «لكي تغتني الروح» من أجل تمييز الوجهة المغربية عن باقي الوجهات العالمية ذات الطابع التنافسي، ودافع عدو عن حملته الإعلانية بقوله إنه على عكس ما تقوم به بعض الدول في حملاتها الإعلامية التي يطغى عليها طابع التشابه والروتينية، تعطي الحملة الإعلانية لتسويق الوجهة المغربية بعدا إنسانيا وروحيا لاكتشاف المملكة إضافة إلى إظهار تنوع المشاهد الطبيعية والثقافات وإعطاء نظرة إيجابية للمغرب كبلد منفتح ومضياف وآمن استجابة لتطلعات السياح الأجانب، وأكد أن الحملة ستبتدئ منتصف هذا الأسبوع عبر أهم المنابر الإعلامية ابتداء بالتلفزة والملصقات والصحافة المكتوبة والانترنيت، وفي نفس السياق قدمت خلال هذه الندوة، البوابة الجديدة للسياحة المغربية عبر الانترنيت، حيث ستنطلق ابتداء من الأسبوع القادم، وتشمل كل المعطيات المتعلقة بالوجهات المفضلة للسياح وتعزيز استراتيجية متعددة القنوات للتسويق عبر نفس الموقع الإلكتروني للبيع المباشر، وبوابة للمغرب من أجل تعزيز صورة الوجهة وإعداد توجه جديد لترويج السياحة الداخلية، مشيرا في نفس الآن إلى أن هذه الحملة الإعلامية تأتي في ظرفية دولية صعبة وبذلك يريد المكتب الوطني المغربي للسياحة إبراز نقط التميز للوجهة المغربية ذات الطابع الثقافي والحضاري الأصيل.