جاء الخروج الإعلامي الأخير لرئيس جامعة كرة القدم علي الفاسي الفهري، ليصب المزيد من النار على «زيت» إخفاق المنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012. الفهري الذي بشر المغاربة بأن المنتخب الوطني سيتوجه إلى الغابون من أجل إحراز اللقب القاري، قال في حوار أجرته مع صحيفة «لوماتان»، إن كأس إفريقيا لم تكن إلا محطة فقط في طريق طويل. المثير أن الفهري عاود تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبه غيريتس، فالمدرب البلجيكي قال قبل السفر إلى ليبروفيل، إن المنتخب الوطني يراهن على اللقب، وأن تحضيراته كانت جيدة، لكنه عاد ليقول بعد الخسارة أمام تونس إنه يرغب فقط في المرور إلى الدور الثاني، ثم لما انهزم أمام الغابون في ثاني مباراة، أصبح الهدف هو الفوز على النيجر، قبل أن يبدأ غيريتس في سرد الكثير من المبررات لعل أبرزها أنه اكتشف أخيرا كرة القدم الإفريقية. ما «ضحك» به غيريتس على المغاربة أعاد الفهري تكراره، وهو يعتبر كأس إفريقيا مجرد محطة، ثم وهو يتحدث عن غياب المنتخب الوطني عن نهائيات أنغولا 2010، وإقصائه المستمر في الدور الأول في العشر سنوات الأخيرة. إن بداية تصحيح أي وضع، يبدأ بالتشخيص السليم وتحديد مكامن الخلل، ثم الاعتراف بالأخطاء، وإلى اليوم، مازالت الجامعة مصرة على ركوب رأسها. لقد كان التعاقد مع غيريتس خطأ ، كما أن بيع «الوهم» للمغاربة كان خطأ أكبر، ثم إن الحديث عن أن المغرب سيذهب إلى ليبروفيل من أجل الظفر باللقب، ثم لما يحصل الإخفاق يتم الحديث عن مبررات أخرى فيه استخفاف بمشاعر المغاربة. مادامت الجامعة ومدربها غيريتس كانا يعرفان أن ليس لدينا منتخبا يمكن أن ينافس على اللقب، فلماذا هذا الإصرار على تسويق»الوهم» وعلى رفع سقف التحدي، وعلى الزيادة في مؤشر الضغط لدى اللاعبين. ثم هل من المقبول بالنسبة لجامعة تشرف على الرياضة الأولى في المغرب، أن لا تلزم المدرب في العقد الذي يربطها به بالوصول على الأقل إلى المربع الذهبي، حتى تكون في موقع قوة وليس ضعف، إذا ما كانت لديها الرغبة في فسخ العقد. يقول مسؤولو الجامعة إن المنتخب الوطني تنتظره استحقاقات هامة، في الفترة المقبلة أبرزها تصفيات كأس إفريقيا للأمم2012 وكأس العالم 2014، وأن ذلك يفرض إحاطة المنتخب الوطني بالكثير من الهدوء، علما أن الهدوء تصنعه الشرعية والوضوح في القرار والشفافية في التعامل، وليس التعتيم والحديث عن الأسرار.