تمكنت مصالح الشرطة القضائية في سلا، يوم الجمعة الماضي، من اعتقال رجل أمن بالاستعلامات العامة التابعة للرباط بعد اقتحامه وكالة بنكية يوجد مقرها في طريق القنيطرة. وكشفت مصادر أمنية عليمة ل»المساء» أن رجل الأمن قام باقتحام الوكالة البنكية بعد تخطيط قبلي لتنفيذ العملية. وأضافت أن الظنين كان بحوزته، أثناء اقتحامه الوكالة البنكية، ساطور ومطرقة، بالإضافة إلى إناء مليء بالبنزين. وحسب المصادر ذاتها، فقد لجأ الجاني إلى تهديد إحدى موظفات الوكالة البنكية بالقتل مشهرا في وجهها السلاح الذي كان بحوزته حتى يتمكن من السطو على المبلغ المالي الذي كان داخل كيس بلاستيكي كبير وقدره 50 ألف درهم. وأكدت مصادر «المساء» أن الظنين، البالغ من العمر حوالي 35 سنة، تمكن من الفرار بعد سطوه على المبلغ المالي، في حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال. وبعدما لاحظ رجل الأمن الخاص بالوكالة حالة فوضى داخل المؤسسة البنكية واندفاع الجاني نحو الخارج بسرعة ملفتة، قام بملاحقته. وقد كان منفذ العملية يعول على الفرار على متن دراجة نارية، لكن يبدو أنها «خانته» في آخر لحظة بسبب عطب مفاجئ، فلم يجد بديلا عن إطلاق ساقيه للريح، غير أن محاولته انتهت بالفشل عندما تمكن رجل الأمن الخاص بمعية عدد من المواطنين من إيقافه. وحسب ما أفادت به نفس المصادر، فإن منفذ العملية قام، أثناء مطاردته من قبل رجل الأمن الخاص، برمي الكيس الذي يحتوي على المبلغ المالي المسروق، ظنا منه أن مطارديه سيكتفون باسترجاع الكيس ويعدلون عن ملاحقته وإيقافه، كما تخلص من كل الأدوات التي كانت بحوزته، إلا أنه لم يتمكن من الفرار بعدما حاصروه بإحكام، وما هي إلا لحظة حتى حل رجال الشرطة القضائية بمكان الحادث واعتقلوا الفاعل. وحسب التحريات الأولية التي أجرتها الشرطة القضائية في سلا مع الظنين، فإن الأسباب التي كانت وراء تنفيذه عملية السطو تعود بالدرجة الأولى إلى دوافع مادية واجتماعية، حيث صرح، في محضر الاستماع إليه، بأن لديه ديونا ثقيلة وأن الدائنين يطالبونه بالتسديد، في حين أنه لا يتوفر على المال للتحرر من الدين الذي يطوق عنقه، ومن ثم استولت عليه فكرة اقتحام وكالة بنكية من أجل الحصول على مبالغ يحل بها مشاكله المالية. ويذكر أن رجل الأمن التابع للاستعلامات الذي نفذ عملية السطو داخل الوكالة البنكية، من خريجي دفعة 65 ألف رجل أمن. وقد تم تقديمه إلى العدالة يوم أمس الأحد بتهمة السرقة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض ومحاولة القتل.