امحمد خيي نشب «صراع الهوانم» بين نعيمة فرح ونجيمة طاي طاي بعد إعلان هذه الأخيرة استقالتها من الحزب، في اجتماع اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني للأحرار، المنعقد أول أمس السبت، بقصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات، بعد مرور شهرين على «كبوة» الحزب في انتخابات 25 نونبر الماضي، بحضور 250 عضوا من أصل 400 عضو، عدد أعضاء هذه اللجنة. وشكلت هذه الدورة لحظة جلد فيها التجمعيون ذواتهم، بداية برئيسهم صلاح الدين مزوار، لما اعترف بفشله في قيادة البلاد من خلال «خلطة جي 8». فبعد أن تمكن مزوار من إبعاد الغاضبين، من خلال صد رجال الأمن الخاص لأبواب قصر المؤتمرات بالصخيرات أمام العديد منهم، وتمكين الصحافيين من الدخول بشق الأنفس، قال في بداية كلمته إنه «يريد من أشغال الدورة أن تكون لقاء مكاشفة، لكن مع الالتزام بأقصى حد من الأخلاق». انعقاد اللجنة المركزية لتجمع الأحرار تحت حراسة أمنية مشددة تفاديا لحضور الغاضبين، لم يمنع نجيمة طاي طاي، عضو المكتب التنفيذي للحزب وكاتبة الدولة في محاربة الأمية سابقا، من تفجير قنبلة غضب أمام قيادة الحزب، لما ولجت متأخرة إلى القاعة، فسلمت على مزوار بحذر، لتلتحق بمكانها فوق المنصة إلى جانب بقية أعضاء المكتب التنفيذي. غير أنها انسحبت من القاعة بعد وقت قصير، لتعود إليها مجددا مطالبة بنقطة نظام، استجاب مزوار لطلبها، فقالت «أنا آسفة، لم أجد نفسي في المكتب التنفيذي، ولن أستمر ك«ماريونيت» جالسة في كرسي.. المكتب التنفيذي يتشكل من ثلاثين عضوا، لكن في الحقيقة يسيره خمسة أشخاص فقط». المتحدثة كشفت عن استيائها من «تهميش الحزب للنساء، لما زكى امرأة واحدة في الدوائر المحلية»، أمر اعتبرته طاي طاي «عارا على حزب يعتبر نفسه من الحداثة»، فأعلنت استقالتها منه تحت تصفيقات الحاضرين. وفي الوقت الذي خرجت طاي طاي من القاعة أمام ذهول رئيس الحزب، وقبل أن تصل إلى الباب، انتفضت نعيمة فرح، وكيلة اللائحة الوطنية النسائية للحزب، فصرخت قائلة: «نجيمة جاءت إلى الحزب سنة 2001، إنها تلعب على عواطفكم، وهي من أكبر المستفيدين منه، كفى من المزايدات، أنا أناضل منذ ثلاثين سنة، ولما بدأت أتقاضى أجرا من الحزب عن مهامي بالمقر ماخلات ماكالت عليا». عادت طاي طاي لتطالب بالرد على المتحدثة، لكن الذين صفقوا لقرارها، تحولوا ضدها منادين برحيلها.