فك الدرك الملكي بابن سليمان لغز جريمة القتل الغامضة، التي وقعت قبل أسبوع بغابة دوار الكدية، وراح ضحيتها مهرب وتاجر للمخدرات من منطقة وزان. وأحال أول أمس السبت على محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، خمسة أشخاص (أربعة من بوزنيقة وواحد من وزان) ، بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة والاتجار في المخدرات والأقراص المهلوسة، فيما لازال البحث جاريا عن شريك سادس لهم من ضواحي وزان. وكادت الجريمة التي ختمها الجناة بتشويه وجه الضحية وتجريده من كل ما يمكن أن يدل على هويته، أن تسجل ضد مجهول، إلا أن بصمات أصابع الضحية كشفت عن هويته، ومكان أسرته، كما ساهمت أرقام هاتفه الخاص التي تم الحصول عليها من زوجة وشقيق القتيل، في التوصل إلى هوية الجناة. وكانت المعاينات الأولية للجثة توحي بأن وجه الضحية، الذي تلقى ضربتين قاتلتين في الرأس، تم نهشه من طرف حيوان ضال بحكم أن جثته وجدت داخل غابة تعرف باحتضانها للذئاب والكلاب الضالة. وتوصلت أبحاث الدرك القضائي إلى أن منفذي الجريمة شابين من مدينة بوزنيقة، بعد أن وقفت على أنهما اتصلا هاتفيا عشرات المرات بالضحية، كما اتصلا ببعضهما هاتفيا وعن طريق رسائل قصيرة. وكشفت مصادر «المساء» أن الدرك القضائي سبق أن أحال قبل أيام الشابين على القضاء، لكنهما تمكنا من المراوغة في ردودهما، وفشل الدركيون في الحصول على أدلة و قرائن تفيد أنهما القاتلين، وتم إطلاق سراحهما. إلا أن الاهتداء إلى شخص ثالث من وزان له علاقة بالقتيل، وكان بدوره تحدث هاتفيا مع الضحية، أكد أن الضحية صديق المشتبه بهما وأنه كان يقضي معظم أوقاته معهما، ويبيت أحيانا عندهما. وهو ما أدى إلى إعادة ضبط وإحضار المشتبه بهما ومعهما شريك ثالث من بوزنيقة. وبعد محاصرتهم بمجموعة من الأسئلة واستجوابهم جماعات وفرادى، أقر أحد الجانيين بأنه قتل الضحية رفقة زميله. وتوبع باقي المعتقلين بتهم المشاركة والاتجار في المخدرات والأقراص المهلوسة، على اعتبار أن الشخص المعتقل بمدينة وزان له علاقة وطيدة بالضحية والمشتبه بهما، وأن الشابين المعتقلين بمدينة بوزنيقة، أحدهما شريك الضحية، والثاني هو من زود قاتلي الضحية بالأقراص المهلوسة (القرقوبي)، مما ساعدهما في تنفيذ الجريمة والتمثيل بها. مصادر «المساء» أكدت أن القاتلين أقرا بأنهما ارتكبا الجريمة باتفاق مسبق مع أحد المهربين وتجار المخدرات من نفس منطقة الضحية، والذي يسعى إلى أخذ مكانه بالمنطقة، وأنه وعدهما بمنحهما مليوني سنتيم لكل واحد منهما في حال تصفيته جسديا. وأضافت مصادرنا أن القاتلين هاتفا الضحية، مطالبين إياه بتزويدهما بكمية من المخدرات، وأنه جلب البضاعة إلى منطقة بضواحي دوار أولاد يعكوب على بعد 10 كلم من مدينة بوزنيقة، حيث التقيا ليلا، واستغلا انهماكه في تفريغ كمية المخدرات من على الدراجة النارية، فعمد أحدهما إلى ضربه بسيف على رأسه، وعاجله الثاني بضربة ثانية على الرأس بواسطة عصا، إلى أن تأكدا من وفاته، وحملاه على دراجته النارية وتوجها بجثته إلى غابة دوار الكدية قرب منطقة (بير العلاك) بالعيون في جماعة عين تيزغة، حيث ألقيا بالجثة داخل الغابة بعد أن شوها وجهها. وعرجا على بئر بجماعة الشراط، حيث ألقيا الدراجة النارية واختفيا.