أوقفت دورية تابعة للمركز القضائي بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، أخيرا، إثر حملات تمشيطية استهدفت تراب جماعة خميس متوح، بإقليم الجديدة، شابا ضبطته متحوزا بكمية من مسحوق الطابا. وبعد استفسار الموقوف عن مصدرها، أفاد أنه اقتناها من شخص يدعى (ب)، كان يروجها بمركز خميس متوح. وبإرشاد من المشتبه به، انتقلت الدورية إلى المكان المستهدف، وحاصر المتدخلون الدركيون الهدف من جميع المنافذ، واعتقلوه واقتادوا المشتبه بهما، بعد تصفيدهما إلى المصلحة الدركية بالجديدة، ووضعهما المحققون تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل البحث والتقديم. وكشفت التحريات التي باشرتها الضابطة القضائية أن المشتبه به الثاني (ب)، كان قضى عقوبتين سالبتين للحرية، من أجل ترويج المخدرات، الأولى سنة 2000، والثانية سنة 2006، وكان البحث جاريا في حقه، من أجل ترويج المخدرات، من طرف المركز القضائي التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، والفرقة الترابية بخميس متوح، ومركزي أولاد افرج والعونات. واعترف المتهم عند استنطاقه، بالأفعال المنسوبة إليه، بأنه كان يتاجر في المخدرات والمشروبات الكحولية، كما كشف عن هوية مزوده الرئيسي، الذي دأب على اقتناء السموم من عنده، ويدعى "ولد مسعودة"، ويتحدر من منطقة حد السوالم، بإقليم سطات. وعند تقديم المشتبه بهما الموقوفين، حضرت الضابطة القضائية لدى مركز الدرك إلى مكتب وكيل الملك، وأحضرت المساطر القضائية المنجزة في الملف. وفي سياق مكافحة المخدرات أحال، أخيرا، المركز القضائي بالجديدة، على وكيل الملك بابتدائية الجديدة، مشتبها به يدعى مصطفى (ص)، كان البحث جاريا في حقه، من أجل ترويج المخدرات لشخص يدعى (عبد الله)، يقبع بالسجن المحلي سيدي موسى بالجديدة، إثر ضلوعه، منذ حوالي 3 سنوات، في جريمة قتل. وعند إخضاع المدعو مصطفى (ص) للاستنطاق، أفاد أنه أكمل أواخر طفولته، وما تلاها من سن المراهقة، بالسجن المحلي سيدي موسى بالجديدة، إثر تورطه في جريمة قتل، إثر خلاف تافه حول قنوات للسقي، قضى بسببها 10 سنوات، خلف القضبان، وما إن عانق سماء الحرية، حتى امتهن الأشغال الفلاحية، المتجلية في زراعة البطاطس والطماطم، والخضر الموسمية، بمنطقة الولجة، بدائرة أزمور. وخلال ممارسته تلك الأشغال، كان يتردد على الدوار بانتظام شاب يدعى مصطفى (ج)، ملقب ب"وجع التراب"، وكان طويل القامة، وقوي البنية، بشرته سمراء، وعلى خده آثار خدش عميق، وكان شرسا في معاملاته وسلوكاته، وكان يحمل معه دائما سيفا، ويركب على حصان، وأحيانا على متن دراجة نارية. وبالقرب من حائط مشكل من الأحجار، يعرف ب"سطارة"، كان "وجع التراب" يعرض المخدرات للبيع، عبارة عن مادة الكيف سنابل، والتبغ أوراق، والشيرا، والأقراص المهلوسة "القرقوبي". في بادئ الأمر، كان مصطفى (ص) يحضر لمصطفى (ج) الشاي والخبز، والماء. وبعد أن توطدت العلاقة بينهما، أصبح يساعده بين الفينة والأخرى، في ربط باقات الكيف، وتقطيع المخدرات، ثم في ترويج السموم، التي كان يترك له منها كميات محددة، لبيعها لفائدته. وبدوره، بات لقب "وجع التراب"، الذي يحمله أصلا المدعو مصطفى (ج)، لصيقا كذلك بالمدعو مصطفى (ص). واعترف المشتبه به الموقوف أنه كان فعلا يتاجر منذ حوالي 3 سنوات، في المخدرات، ونفى أن يكون باع كمية منها للمدعو (عبد الله)، الذي كان اقترف حينئذ جريمة قتل، وأضاف أن من زوده بالمخدرات، هو مصطفى (ج)، الذي يحمل أصلا وفي حقيقة الأمر، لقب "وجع التراب"، وهو اللقب الذي أصبح لصيقا به بدوره، إذ أبدى استعداده لمواجهة المعتقل (عبد الله)، الذي يقبع في السجن، الذي يتحدر من ضواحي أزمور، وتربطه علاقة بأحد كبار مروجي السموم بالمنطقة، يدعى (خريبش)، الذي قال إنه يزاول نشاطه المحظور، على الطريق العصرية، بمحاذاة الولجة، بتراب دائرة أزمور. وعلى ضوء هذه الاعترافات، انتقل المحققون بمعية المشتبه به، إلى السجن المحلي سيدي موسى، بعد حصولهم على ترخيص من الوكيل العام لدى استئنافية الجديدة، لإجراء مواجهة بين مصطفى (ص)، و(عبد الله)، المعتقل بسبب جريمة القتل. وأحضر المسؤولون بإدارة المؤسسة السجنية، الأخير، ونفى مصطفى (ص) معرفته بالثاني، وأنكر جملة وتفصيلا أن يكون زوده بكمية من المخدرات، قبيل ارتكاب جريمة الدم. وبدوره، نفى (عبد الله) معرفته بالمشتبه به، وأدلى للضابطة القضائية، بالأوصاف التي كان مصطفى (ص) أدلى بها للضابطة القضائية، التي ضمنها في محضر استماعه، والتي تنطبق على مصطفى (ج)، الذي يحمل أصلا لقب "وجع التراب"، والذي مازال في حالة فرار.