تمكنت السلطات المحلية في أكادير من هدم ما يزيد على 70 محلا سكنيا وبناية تم تشييدها بشكل عشوائي في منطقة «تماونزا»، التابعة لجماعة أورير، تحت حراسة أمنية جد مشددة، حيث قُدِّر عدد رجال الأمن وأفراد القوات المساعدة وقوات التدخل السريع والدرك ومختلف رجال السلطة والأجهزة الأمنية الذين حلوا بالمنطقة بالمئات، إذ تم «تطويق» جميع المنافذ المؤدية إلى منطقة «تماونزا»، والتي يُحتمَل أن تنطلق منها تظاهرات احتجاجية للسكان. وذكرت مصادر من عين المكان، تابعت عملية الهدم عن كثب، أن أعمال الهدم شملت جميع البنايات التي تم تشييدها فوق القناة الرئيسية للماء الصالح للشرب، والتي تزود مدينة أكادير بالماء انطلاقا من سد مولاي عبد الله في «أيت تامر»، خاصة بعد أن عمد عدد من الأشخاص إلى البناء فوق هذه القنوات، مما أضحى يهدد بخطر محدق، سواء على مستوى احتمال تلوث هذه القنوات بالمياه العادمة أو الحيلولة دون القيام بأي أعمال للصيانة في حال حدوث أي تسرب للمياه عبر هذه القناة، التي تعتبر «نهرا» من المياه يزود مدينة أكادير بما يقارب نصف احتياجاتها من الماء الصالح للشرب. وقد تمت تسوية جميع البنايات المتواجدة على طول القناة بالأرض، حيث سجل وجود بنايات من ثلاثة طوابق تم بناؤها في وقت قياسي، إذ قدرت مصادر من عين المكان عدد البيانات التي تم هدمها في منطقة «تماونزا» ب65 مسكنا، وتم الانتقال بعدها إلى هدم بنايات أخرى تم تشييدها قرب مقر قيادة أورير تامراغت، كما يرتقب أن تقوم السلطات المحلية بهدم جميع المساكن التي تم تشييدها فوق أراضٍ كان من المقرر تخصيصها لبعض المرافق العمومية، كالمدارس وغيرها، فضلا على المساكن التي تم تشييدها في مجاري الأودية، والتي من شأنها تغيير مجاري هذه الأودية والإضرار بالسكان في حالة تسجيل أي فيضانات أو تساقطات مطرية استثنائية. وذكر شهود عيان أن سكان المنطقة ظلوا يرقبون الجرافات وهي تُسوّي المساكن بالأرض، دون تسجيل أي ردة فعل من طرفهم، بل إن بعضهم أبدى تأييده للعملية، خاصة أنها استهدفت المساكن التي تمم تشييدها فوق قنوات الماء الصالح للشرب. كما أن «الإنزال الأمني» المكثف خلق حالة من «الرعب» في أوساط السكان، حسب إفادات متطابقة استقتها «المساء» من عين المكان.