أقدمت السلطات المحلية، معززة بأعداد كبيرة من أفراد التدخل السريع، على هدم مجموعة من المحلات التي تم بناؤها في محيط مقبرة دوار «تامراغت» في جماعة «أورير»، شمال مدينة أكادير، بعد أن تم الكشف عن محلات تم بناؤها بشكل سري تحت غطاء توسعة المقبرة، حيث أقدم مجموعة من الأشخاص ممن يُحسَبون على سماسرة البناء العشوائي في هذه الجماعة على بناء سور كبير حول المساحة المخصصة لمقبرة «تامراغت»، إذ أشيع بين السكان أن الأمر يتعلق بتوسعة للمقبرة وحمايتها بسور كبير. وقد تم تبرير الأشغال التي كانت جارية بكونها تدخل في إطار توسعة مرافق المقبرة والمسجد. وذكرت بعض المصادر غير المتطابقة أن أشخاصا كانوا يجمعون تبرعات من السكان في هذا الإطار، إلا أن الأمر كان يتعلق بمجموعة من المحلات التي كان يعتزم أصحابها بيعها من أجل تحويلها إلى دكاكين تجارية، وهو ما حذا بقوات الأمن، معززة بمجموعة من الجرافات، إلى هدم هذه المحلات ليلة أول أمس الخميس. وذكرت مصادر من عين المكان أن السور الذي تم بناؤه حول المقبرة والبوابة الرئيسية كان بارتفاع كبير، من أجل «إخفاء» ما يجري خلفه، حيث كان أصحاب المحلات المذكورة يعتزمون هدمه بعد انتهائهم من بناء هذه الدكاكين لتظهر على واجهة المقبرة المذكورة. وكرد فعل على هذه الوقائع، خرج العشرات من سكان الدوواير الخمسة المتواجدة في منطقة تامراغت من أجل الاحتجاج على ما وصفوه ب«استهداف مقابرهم من طرف السلطة»، مما أدى إلى توقف حركة السير على الطريق الرئيسية المؤدية إلى مدينة الصويرة لبضع ساعات، وهو ما حذا بأفراد من قوات التدخل السريع إلى مطاردة المحتجين والسماح بعودة انسياب حركة المرور من جديد على مستوى هذا المقطع الطرقي. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر مطّلعة من عين المكان استمرار موجة البناء العشوائي في المنطقة، والتي امتدت لتصل إلى مناطق كانت مصنفة على أنها أراضٍ مخصصة لمشاريع سياحية.