أكد المهدي كارسيلا سعادته بقرب تحقيق حلم راوده منذ الصغر بلعب الكأس الإفريقية من منطلق أنه إفريقي، موضحا في السياق ذاته أن الاستعداد لهذا الاستحقاق القاري كان بالشكل المطلوب من خلال معسكر ماربيا الذي اعتبره ناجحا بجميع المقاييس. وأوضح كارسيلا في حواره مع « المساء» أن مهمة البحث عن اللقب القاري لن تكون بالسهولة المنتظرة بحكم أن مجموعة من المنتخبات تتملكها الرغبة ذاتها، فضلا عن مشاركة منتخبات أخرى قال إن نجاحها في إقصاء منتخبات وازنة وقوية كفيل بجعل عنصر المفاجأة واردا بقوة. وتحدث غارسيلا عن رغبته في معانقة اللقب القاري، الذي أوضح أن كل المغاربة يرغبون فيه، مشيرا إلى كون مباراة تونس ستكون قوية وحارقة بجميع المقاييس لاعتبارات عديدة. - بدأ العد العكسي لنهائيات كأس أمم إفريقيا، ما هو تقييمك للمعسكر الإعدادي للمنتخب بماربيا؟ المعسكر مر في أجواء جيدة غلبت عليها روح المسؤولية والتفاني في التداريب بغية الإعداد بشكل يخول لنا الظهور بوجه مشرف حتى نتمكن من ترجمة المجهودات التي قمنا بها لمواصلة المشوار الذي ابتدأناه في المسار الاقصائي، فضلا عن كون رغبتنا في التوقيع على مشاركة جيدة تبقى بدورها حاضرة، وبقوة، تدربنا بشكل جيد ونحن على أهبة الاستعداد لخوض غمار التحدي الإفريقي. - على ذكر المشاركة الإفريقية، ما هو إحساسك وأنت مقبل على المشاركة في التظاهرة للمرة الأولى؟ صراحة إحساس لا يوصف لأنني اقتربت من تحقيق حلم راودني منذ الصغر على اعتبار أنني كنت أتمنى خوض غمار هذه المسابقة لكوني إفريقي، وهو عامل دفعني، أيضا، للتحضير بالشكل الجيد حتى أؤكد أحقيتي بتلقي الدعوة ومساعدة منتخبي، قدر المستطاع، على تحقيق نتائج ايجابية تكون خير تتمة لمشوار ناجح بجميع المقاييس خلال المسار الاقصائي. - ما هي أهم الأشياء التي ميزت المعسكر الإعدادي للأسود بماربيا؟ سأصدقكم القول وأؤكد للمغاربة من خلال منبركم هذا أن التجمع الإعدادي دار في أجواء رائعة ومحفزة على العطاء بحكم أن كل ظروف الإعداد الجيد وبالشكل المطلوب كانت حاضرة، فضلا عن كون المركز يتوفر على تجهيزات جيدة وأرضية جميلة ساهمت في بلورة النصائح والتوجيهات التي كنا نتلقاها من المدرب خلال الحصص الإعدادية، كل الظروف كانت متوفرة وما ينقصنا الآن هو ترجمة هذا العمل على أرضية الواقع من خلال التوقيع على مشاركة جيدة. - هل نستشف من خلال كلامك أن هناك رغبة قوية للذهاب بعيدا في المسابقة؟ فعلا، الرغبة قوية وبجميع المعايير، نتوفر على مجموعة جيدة تضم لاعبين مميزين لهم مكانتهم داخل المنظومة الرياضية العالمية وناخب وطني في المستوى إضافة إلى رغبتنا الجامحة في تدوين أسمائنا ضمن قائمة كبار القارة السمراء، وإذا ما أضفنا إلى هذه العوامل معطى الجماهير التي تنتظر منا الشيء الكثير سنخلص في الأخير إلى أن كل دوافع التألق حاضرة، وما يكفي فقط هو العمل على تفعيلها وتجسيدها بشكل يخول لنا تحقيق الحلم الذي يراود المغاربة في الظفر باللقب القاري. - وهل تعون جيدا حجم الإكراهات التي تنتظركم؟ بالفعل نحن أفارقة وعلى علم بحجم الإكراهات التي تصاحب المباريات التي تدور رحاها وسط القارة حيث مجموعة من العوامل غير المساعدة ستعترض طريقنا أبرزها المناخ، وهي الصعوبات التي نعي جيدا قيمها بحجم التجربة التي راكمتها مجموعة من العناصر على امتداد مشاركتها خلال الدورات السابقة للعرس القاري، وهو ما سيشكل تحديا آخر بالنسبة إلى سأسخر كل السبل لتجاوزه والتوقيع على مشاركة أتمناها أن تأتي وفق ما أشتهيه ويشتهيه المغاربة، وأظن أنه بالعمل الجيد والتحضير الكافي، فضلا عن العزيمة والإرادة، بإمكاننا تخطي العقبات التي من الممكن أن نصادفها في رحلة البحث عن اللقب. - وماذا عن الأهداف التي تتوخاها من المشاركة في هذه النسخة؟ لا أخفيكم سرا أنني أرغب، كما سبق لي ذكره، في تحقيق الحلم الذي راودني منذ الصغر بلعب الكان، طبعا إلى جانب رغبة مماثلة في التتويج باللقب وإنهاء المسابقة على النحو الذي يتمناه كل المغاربة، الجماهير تطالبنا بتقديم أفضل العروض وتحقيق أحسن النتائج غير أن رغبتها في الفوز باللقب القاري تبقى كبيرة، وبجميع المقاييس، نعي جيدا كلاعبين أنها تنتظر منا الشيء الكثير وتعول علينا كثيرا لتحقيق حلم الظفر بالكأس الغالية. - وهل تتوقع أن تكون رحلة البحث عن اللقب بالسهولة المنتظرة؟ قطعا لن تكون الرحلة سهلة، المسابقة ستشهد مشاركة العديد من المنتخبات القوية، والتي يبقى بعضها مرشحا بدوره إلى جانب المغرب للظفر باللقب القاري، كما أن المنتخبات غير المرشحة تملك بدورها الحظوظ الكافية لخلق الاستثناء ما يجعل عنصر المفاجئة واردا، كيف لا وبعض هذه المنتخبات هي من نجحت في إبعاد منتخبات قوية من المسابقة، وهذا بدوره معطى حاضر في أذهاننا سنعمل على أخذه بعين الاعتبار حتى نتجنب ما يمكنه أن يؤثر على مشاركتنا بشكل سلبي. - تنتظركم مواجهة حارقة أمام منتخب تونسي سيسعى بدوره إلى تحقيق الرغبة ذاتها، كيف تتوقع مجريات هذا الاصطدام المغاربي؟ الكل يعلم أن مباراة المغرب وتونس ستكون قوية وحارقة بجميع المقاييس لاعتبارات عديدة، أهمها قوة ومكانة المنتخبين على الساحتين العربية والإفريقية فضلا عن المنافسة القوية والندية الكبيرة التي تطبع المباريات التي تجمعهما باعتبارها ديربي مغاربي خالص، وإذا ما أضفنا لها الرغبة المشتركة للمنتخبين في تحقيق المطمح ذاته سنخلص إلى في الأخير إلى أننا أمام مباراة لا تقبل القسمة على اثنين بحكم رغبة كل طرف في إنهائها لصالحه لخوض باقي المباريات بأريحية أكبر، وهذا في نظري ما سيعطيها الكثير من الإثارة والتشويق، وأعتقد أننا استعدينا بما فيه الكفاية للمسابقة بشكل عام والمباراة بشكل خاص، وما ينقصنا هو ترجمة الأمر على أرضية الملعب.